للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((وثق)).

والذي وقع للأخ صاحب التوضيح عدم تمييزه بين عمرو بن مالك النكري، وعمرو بن مالك الراسبي.

فهذا الأخير هو الضعيف، وهو الذي كان يسرق الحديث؛ ولم يسبق المؤلفَ أحدٌ على الإطلاق في تضعيف النُّكري.

كيف! وقد وثِّق من قبل الإمامين: ابن حبان، والذهبي.

وعدّله الحافظ، ولم يذكره أحدّ بضعف!

ثم عجيب أن يقع هذا من الأخ الدكتور!

فإن النكري - أبا مالك - تابعي، لم يرو إلا عن أبيه وأبي الجوزاء.

ومن الطبقة السابعة، والراسبي من التاسعة.

ثم أدركت سبب وقوع الدكتور في هذا الخطأ:

وهو وهم وقع في ((الكامل في الضعفاء)) لابن عدي في ترجمة عمرو بن مالك وهو الراسبي، فوهم من وهم، وقد نبه الحافظ في التهذيب على وهم ابن عدي فكتب: النكري.

ويتبين هذا من الأمور التالية:

١ - أن أحدًا من الذين ترجموا للنكري، لم يذكروا ما ذكره ابن عدي في الترجمة ولا حرفًا منه، فالله أعلم ممن وقع الوهم.

٢ - أن الأحاديث التي سيقت في ترجمتة إنما هي للراسبي، ويتبين هذا من مراجعة ترجمة الاثنين في ((تهذيب الكمال)).

فإن النُّكري لم يرو كما سبق إلا عن أبيه وأبي الجوزاء، وهذا قد روى عن الوليد بن مسلم والفضيل بن سليمان وغيرهم.

٣ - إن ترجمة الراسبي في ((التهذيب)) توافق ترجمته في ((الكامل))، من أنه كان يسرق الحديث، وأن أبا يعلى ضعفه، وقد كان الراسبي من شيوخه.

وأما النُّكري فليس من شيوخ أبي يعلى، وبين أبي يعلى وبينه مفاوز.

٤ - في ترجمة الراسبي في ((التهذيب)):

((قال ابن عدي: منكر الحديث عن الثقات، ويسرق الحديث ... ))

<<  <   >  >>