للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكتب إلي رحمه الله:

سلامٌ شَذَاهُ يملأُ الأرض نفْحةً ... تُبلِّغُها منِّي يدُ الصَّباَ

وتحملُها هُوجُ الرِّياحِ إلى العُلاَ ... وتنْشُرها في الأرضِ شرقاً ومغرِباً

وسَقَّى ديارَ الرُّوم والجو عابسٌ ... رذاذَ كمالٍ حلَّ فيها وطنَّبَا

وردَّ عليه الغَيْمُ لُؤلُؤَ حَلْيِه ... ففضَّض هاماتِ النَّباتِ وذهَّباَ

لئن كان عن مِصْرٍ توارَى شِهابُها ... فقد لاح في دارِ الخلافةِ كَوْكباَ

وما كان تأْخِيري جوابَك عن قِلًى ... ولكنَّ ضَعْفي للقريحةِ شَيَّبَا

وشرَّقنِي دمعُ الأسَى وأهاضَنِي ... على أنَّ قلبي مِن فِراقِك غَرَّبَا

نأتْ بك ياقُسَّ الفصاحَةِ بلدةٌ ... وخلَّفتْننِي بعد الفِراقِ مُعذَّباَ

فليت الذي شقَّ القلوبَ يَرُمُّها ... وليتَ الذي ساق القطيعةَ قَرَّباَ

سلام كعرف الروض جر عليه النسيم ذيله، بعدما باتت كؤوس القطر تدار عليه نهاره وليله، فأشرقت شمس نهاره على الروابي والبطاح، وأخذت ترشف ريق الغوادي من شفاه الشقيق وثنايا الأقاح، ونشر كافور الطل مسكى الشذى على مجامر الجلنار، ونصبت على ندى الندى سرادقات من مخيمات الأشجار.

<<  <   >  >>