• ومنها قوله: إن حركات أهل الخلدين تنقطع، والجنة والنار تفنيان بعد دخول أهلهما فيهما، وتلذذ أهل الجنة بنعيمها، وتألم أهل النار بجحيمها؛ إذ لا تتصور حركات لا تتناهى آخرًا، كما لا تتصور حركات لا تتناهى أوَّلًا. وحمل قوله تعالى {خَالِدِينَ فِيهَا}[سورة البينة: آية ٦] على المبالغة والتأكيد دون الحقيقة في التخليد، كما يقال: خلد الله ملك فلان. واستشهد على الانقطاع بقوله تعالى:{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}[سورة هود: آية ١٠٧]. فالآية اشتملت على شريطة واستثناء، والخلود والتأبيد لا شرط فيه ولا استثناء.
• ومنها قوله: من أتى بالمعرفة ثم جحد بلسانه لم يكفر بجحده؛ لأن العلم والمعرفة لا يزولان بالجحد، فهو مؤمن.
• وقال: والإيمان لا يتبعض أي لا ينقسم إلى: اعتقاد، وقول وعمل. قال: ولا يتفاضل أهله فيه، فإيمان الأنبياء، وإيمان الأمة على نمط واحد، إذ المعارف لا تتفاضل. وكان السلف كلهم من أشد الرادّين عليه، ونسبته إلى التعطيل المحض. وهو أيضًا موافق للمعتزلة في نفي الرؤية، واثبات خلق الكلام، وإيجاب المعارف بالعقل قيل ورود السمع. وانظر مادة "جهم" من حرف الجيم. و"الفَرق بين الفِرَق"(٢١١)، "مقالات الإسلاميين"(١/ ٢١٣)، "الملل والنحل"(١/ ٦٢)، "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" أبي حسين الملطي (١١٠)، "الشرح والإبانة" ابن بطة (٣٦٩)، "الملل والنحل" الشهرستاني (١/ ٦١)، "تلبيس إبليس"(٣١)، "مجموع الفتاوى"(٣٦/ ١٢٠)"الصواعق المرسلة" لابن القيم، "سير أعلام النبلاء" الذهبي (٦/ ٢٦ - ٢٧).