بكرة أبيهم، وإنما أراد بذلك الطعن في إمامة علي -رضي الله عنه-؛ إذ كانت البيعة في أيام الفتنة من غير اتفاق من جميع الصحابة، إذ بقي في كل طرف طائفة على خلافه.
• ومن بدعه: أن الجنة والنار ليستا مخلوقتين الآن، إذ لا فائدة في وجودهما، وهما جميعاً خاليتان ممن ينتفع ويتضرر بهما، وبقيت هذه المسألة منه اعتقاداً للمعتزلة، وكان يقول بالموافاة، وأن الإيمان هو الذي يوافي الموت، وقال: من أطاع الله جميع عمره، وقد علم الله أنه يأتي بما يحبط أعماله ولو بكبيرة لم يكن مستحقاً للوعد، وكذلك على العكس، وصاحبه عبَّاد من المعتزلة، وكان يمتنع من إطلاق القول بأن الله تعالى خلق الكافر؛ لأن الكافر كفر، وإنسان، والله تعالى لا يخلق الكفر، وقال: النبوة جزاء على عمل، وإنها باقية ما بقيت الدنيا، وحكى الأشعري عن عبَّاد أنه زعم: أنه لا يقال: إن الله تعالى لم يزل قائلاً ولا غير قائل، ووافقه الإسكافي على ذلك، قال: ولا يسمى متكلماً.
• وكان الفوطي يقول: إن الأشياء قبل كونها معدومة؛ ليست أشياء، وهي بعد أن تقدم عن وجود تسمى أشياء. ولهذا المعنى كان يمنع القول بأن الله تعالى قد كان لم يزل عالماً بالأشياء قبل كونها، فإنها لا تسمى أشياء. قال: وكان يجوِّز القتل والغيلة على المخالفين لمذهبه، وأخذ أموالهم غصباً وسرقة؛ لاعتقاده كفرهم، واستباحة دمائهم وأموالهم. "الفَرق بين الفِرق"(٦٥)، "الملل والنحل"(١/ ٥٣ - ٥٥)، "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع" أبي حسين الملطي (٣٦).