ثنايا السطور والكلمات، حتى تجمعت لدى منها الكثير، فأصبح العمل فيها عسيرًا، فلم أبالي لذلك، وأخذت بترتيبه وتنسيقه حتى غدا كالدرر البهية، وكالأزهار الزهية.
[منهاج العمل في الكتاب]
كنت قد عزمت أن أضمن مقدمه كتابي هذا مبحثًا عن حقيقة البدعة -أحكامها وأصولها- فوجدت نفسي أمام مبحث طويل وعريض يحتاج لمجلدةً أو أكثر، وقلت في نفسي: إن طرق هذا الموضوع بالصورة التي كانت في مخيلتي سوف تطل من مادة الكتاب، وتخرجه عن مقصودنا، سيما أن هذا الموضوع قد أشبع بحثًا وعرضًا، ولو لم يكن في الباب إلا كتاب "الاعتصام" للشاطبي لكفى، فقد أصل فيه أصولها، وقعّد فيه قواعدها، وكل من صنف بعده في هذا الباب إما مقتبس منه أو ناقل عنه.
لذا رأيت أن أذكر كل ما يتعلق بموضوع البدعة -أصول وفروع- في باب البدعة من حرف الباء، فكنت أنقل موضوع البدعة من الكتاب الذي أستخرجها منه بنصه أو معناه، ثم أعقبها بالإشارة إلى رقم الجزء والصفحة منه وهكذا.
• قمت بترتيب كلمات الكتاب على نسق حروف المعجم فرددت كلماته إلى أصلها، وجردتها عن زوائدها، ثم رتبتها على حسب أول حرف منها، إلا أنني خرجت أحيانًا عن هذا الترتيب، فجعلت لها إحالات تُصْلح ما خرج عن هذا التبويب، فخرج بذلك عن حيز الإشْكال والإعضال، واستقر بعد ذلك في ميزان الاعتدال، وأصبح سهل المنال بين