منهم: العقل رتب الأشياء هذا الترتيب ... وقال آخر منهم: بل الطبيعة فعلته.
• وحكى يحيى بن بشر بن عمير النهاوندي أن قوماً من الفلاسفة قالوا: لما شاهدنا العالم مجتمعاً ومتفرقاً، ومتحركاً وساكناً؛ علمنا أنه محدث، ولا بد له من محدث، ثم رأينا أن الإنسان يقع في الماء ولا يحسن السباحة فيستغيث بذلك الصانع المدبر فلا يغيثه، أو في النار؛ فعلمنا أن ذلك الصانع معدوم.
• وقال: واختلف هؤلاء في عدم هذا الصانع المدبر على ثلاث فرق: فرقة زعمت أنه لما أكمل العالم استحسنه، فخشي أن يزيد فيه أو ينقص منه فيفسد، فأهلك نفسه وخلا منه العالم، وبقيت الأحكام تجري بين حيواناته ومصنوعاته على ما اتفق.
• وقالت الفرقة الثانية: بل ظهر في ذات الباري تولول، فلم يزل تنجذب قوته ونوره حتى صارت القوة والنور في ذلك التولول، وهو العالم، وساء نور الباري وكان الباقي منه سنور.
• وزعموا أنه سيجذب النور من العالم إليه، حتى يعود كما كان، ولضعفه عن مخلوقاته؛ أهمل أمرهم، فشاع الجور.
• وقالت الفرقة الثالثة: بل الباري لما أتقن العالم؛ تفرقت أجزاؤه فيه، فكل قوته في العالم فهي من جوهر اللاهوتية.
• وقد ذهب أكثر الفلاسفة إلى أن الله تعالى لا يعلم شيئاً، وإنما يعلم نفسه، وقد ثبت أن الخلوق يعلم نفسه ويعلم خالقه، فقد زادت مرتبة المخلوق على رتبة الخالق.
• وقد أنكرت الفلاسفة بعث الأجساد، وردَّ الأرواح إلى الأبدان،