للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فذهب به أَبو أَيوب إِلى فاطمة، فلمّا أَكلوا وشبعوا؛ قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -:

"خبزٌ ولحم، وتمر وبُسر ورطب! - ودمعت عيناه - والّذي نفسي بيدِه؛ إنَّ هذا لهو النعيم الّذي تُسألون عنه (١) يوم القيامة"، فكَبُر ذلك على أَصحابِه، فقال:

"بل إِذا أصبتم مثل هذا، فضربتم بأَيديكم؛ فقولوا: باسم الله، فإِذا شبعتم؛ فقولوا: الحمد لله الذي هو أَشبعنا وأَنعمَ علينا وأفضل؛ فإِنّ هذا كفاف بهذا".

فلمّا نهض قال لأَبي أَيوب:

"ائتنا غدًا" - وكانَ لا يأتي أَحد إِليه معروفًا إِلّا أَحبَّ أَن يجازيَه -.

قال: وإِنَّ أَبا أَيوب لم يسمع ذلك، فقال عمر: إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَكَ أَن تأتيه غدًا، فأَتاه من الغد، فأَعطاه وليدة، فقال:

"يا أَبا أَيوب! استوصِ بها خيرًا؛ فإِنّا لم نَر الّا خيرًا ما دامت عندنا".

فلمّا جاءَ بها أَبو أَيوب من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: لا أَجدُ لوصية رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا لها من أَن أُعتقها، فأَعتقها (٢).


(١) هنا زيادة في "الإحسان" لم ترد في "الترغيب"، نصُّها: "قال الله جلَّ وعلا: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} فهذا النعيم الذي تسألون عنه".
(٢) قلت: قد صحّت أَغلبيّة القصة من حديث أَبي هريرة، لكن فيه: (أَبو التيهان) مكان: (أَبي أَيوب)، وهو مخرّج في "مختصر الشمائل" (٧٩/ ١١٣)، وغفل الداراني كعادته فجعله شاهدًا من رواية مسلم (٣٠٣٨)، وليس فيه أكثرها!! مثل جملة (الدَّرّ)، وقصة فاطمة، والوليدة، وغير ذلك، فهو شاهد قاصر! وجملة السؤال عن النعيم قد ثبتت في "الصحيح" من حديث جابر باختصار (٢١٤٧/ ٢٥٣١).

<<  <   >  >>