شاع في الدراسات العربية استخدام مصطلحي «إشكناز» و «سفارد» باعتبارهما مرادفين لمصطلحي «يهود غربيون» و «يهود شرقيون» . وفي الدولة الصهيونية، تُستخدَم عبارة «عيدوت مزراحي» للإشارة إلى الجماعات الشرقية بأسرها بغض النظر عن انتمائها الديني أو الإثني، وهو استخدام غير دقيق في تَصوُّرنا ويطمس كثيراً من معالم التجمع الصهيوني التي لابد من رصدها.
لقد تكونت الدولة الصهيونية عند إنشائها من أعضاء ينتمون إلى جماعات يهودية كثيرة. ولتبسيط الأمر قليلاً، يمكن تقسيمهم إلى قسمين أساسيين:
١ ـ اليهود الغربيون: وهؤلاء هم اليهود الذين ينتمون حضارياً إلى العالم الغربي بغض النظر عن أصولهم سواء أكانت إشكنازية أم سفاردية. ومن ثم يُشار إلى جميع المهاجرين من أمريكا أو من الاتحاد السوفيتي بأنهم «غربيون» ، وقد يُضم إليهم يهود من جورجيا وسفارد من هولندا.
٢ ـ يهود شرقيون: وهؤلاء يضمون يهود الشرق والعالم الإسلامي والعربي، والجماعات اليهودية المتفرقة.
ومضمون المصطلحين ثقافي، فيهود جنوب أفريقيا يُعتبَرون غربيين نظراً لانتمائهم إلى الجيب الاستيطاني الأبيض.
ولكن يبدو أن الأدبيات الصهيونية تُؤْثر استخدام مصطلحي «سفاردي» وإشكنازي» على «شرقي» و «غربي» ، وذلك للأسباب التالية:
١ ـ كلمتا «شرقي» و «غربي» كلمتان عامتان، أما مصطلحا «سفاردي» و «إشكنازي» فهما خاصان ومقصوران على اليهود، كما أنهما مأخوذان من تراثهم اللغوي والديني. والحديث عن «سفارد» و «إشكناز» هو حديث عن «يهود في يهود» أما الحديث عن «شرقيين» و «غربيين» فيشير إلى اختلافات حضارية حقيقية وعميقة تتجاوز الإطار المرجعي اليهودي.
٢ ـ كلمتا «سفارد» و «إشكناز» ليس لهما حدود دلالية واضحة، بل متداخلتان، الأمر الذي يجعل استخدامهما كأدوات تحليلية أمراً صعباً.