وفي عام ١٨٥٠، بلغ عدد يهود العالم ٤.٧٥٠.٠٠٠، منه ٧٢% في شرق أوربا (٢.٣٥٠.٠٠٠ في روسيا وبولندا) و١٤.٥% في غرب أوربا، و١.٥% في الولايات المتحدة، و١٢% فقط في الشرق الأوسط. وقد قفز هذا العدد قفزة كبيرة عام ١٨٨٠ (تاريخ ظهور الصهيونية بين اليهود) إلى ٧.٥٠٠.٠٠٠ موزعاً على النحو التالي: أربعة ملايين في روسيا وبولندا (٥٦.٢%) ، ومليون وخمسمائة ألف في الإمبراطورية النمساوية (٢٠%) ، وفي دول أوربا الأخرى مليون (١٣.٣%) ، ومائتان وخمسون ألفاً في الولايات المتحدة (٣.٣%) ، والبقية في آسيا وأفريقيا وغيرها من المناطق. ومما لا شك فيه أن زيادة حجم الكتلة البشرية اليهودية في العالم الغربي، في روسيا وبولندا على وجه التحديد، قد ساهم في تَفاقُم الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لأعضاء الجماعات اليهودية، وهو ما يُطلَق عليه «المسألة اليهودية» . وإذا لاحظنا تناقص يهود العالم الإسلامي والسفارد، قياساً إلى تعداد اليهود في العالم، إلى أقل من ٨%، يصبح من الدقة العلمية ألا نتحدث عن المسألة اليهودية بشكل مطلق وإنما عن المسألة اليهودية الأشكنازية في روسيا وشرق أوربا.
وقد قفز عدد اليهود إلى ١٠.٦٠٢.٠٠٠ عام ١٩٠٠، ثم بلغ عشية الحرب العالمية الأولى ١٣ مليوناً. وهذا يمثل، مرة أخرى، قفزة كبيرة. وكان هؤلاء موزعين على النحو التالي: ٥.٥٠٠.٠٠٠ في روسيا (من نحو ١٢٧ مليون روسي) ويمثلون ٤٢.٣% من يهود العالم. وقد قفزت الولايات المتحدة إلى المرتبة الثانية نتيجة الهجرة اليهودية الضخمة إذ بلغ عدد اليهود فيها ٢.٥٠٠.٠٠٠، أي ١٩.٢.% من يهود العالم. ويُلاحَظ أن هذه الهجرة لم تسهم كثيراً في تخفيف حدة التوتر بالنسبة إلى يهود روسيا وبولندا، نظراً لأن أعدادهم كانت تتزايد بسرعة تفوق أعداد المهاجرين. أما بقية الجماعات اليهودية في العالم، فقد كان عدد أعضائها على النحو التالي: