ويمكن القول بأن التغيرات في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لا يُعتد بها، ولكن الزيادات في البلاد الأخرى تحتاج إلى وقفة. فزيادة ٠٧ ألفاً في فرنسا (أي بنسبة ١٣.٢%) و٣٩ ألفاً في الأرجنتين (بنسبة ١٨.٤٨%) و٢٤ ألفاً في المجر (بنسبة ٤٢.٨%) و٦ آلاف في جنوب أفريقيا (بنسبة ٦٠%) وتسعة آلاف في إيران (بنسبة ٥٦%) ليس لها سبب واضح، فالاتجاه العام في هذه البلاد في السنين السابقة كان نحو النقصان لا الزيادة، ولعل الزيادات هنا راجعة لاختلاف النماذج الإحصائية بين المصدر الذي استخدمه الكتاب السنوي الأمريكي اليهودي (وهو من إصدار البعثة اليهودية الأمريكية) ومصدر تعداد عام ١٩٩٦ وهو تقرير أصدره المؤتمر اليهودي العالمي.
ولا ندري هل ينطبق التفسير نفسه على الزيادة الملحوظة في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً (دول الكومنولث المستقلة وغيرها من الدول) ، إذ نلاحظ أن يهود روسيا زادوا ١٣٥ ألفاً (حوالي ٣٢.٥%) وزاد يهود أوكرانيا ١٢٤ ألفاً (حوالي ٤٤.٩%) وزاد يهود مولدوفا ١٠.٦ آلاف (أكثر من ٥٤.٦%) بينما زاد يهود روسيا البيضاء ١٤ ألفاً (أي بنسبة ٣٠.٤%) .
ومن المحتمل أن تكون حركة عودة قد بدأت من الدولة الصهيونية، كما أن أعداداً كبيرة من يهود لاتفيا واستوانيا وليتوانيا والجمهوريات الإسلامية السابقة وُطِّنوا فيها باعتبارهم عنصراً روسياً استيطانياً، ولعل أعداداً منهم بدأت هي الأخرى في العودة، وهناك بطبيعة الحال مشكلة تعريف اليهودي ومن يُضَم إلى التعداد ومن يُستبعَد.
وعلى كلٍّ فإن هذه القضايا ليست جوهرية ولا تُغيِّر الأنماط العامة التي درسناها. كما يلاحظ أن أعداد اليهود فى عامى ١٩٩٦و ١٩٩٧ لم تتغير عنه فى عام ١٩٩٥.