ومن الإحصاءات الأخرى ذات الدلالة أن يهود برلين الذين كانوا يشكلون ـ كما أسلفنا ـ ٥% من سكانها كانوا يدفعون ٣٠% من جملة الضرائب، وكان يهود فرانكفورت الذين يشكلون ٧% من سكانها يدفعون ٢٨% من ضرائبها، كما بلغت نسبة أصحاب الأعمال ومديري البنوك من اليهود في برلين ٥٥.١٥% في عام ١٨٨٢، ثم هبطت إلى ٣٢.٦% في عام ١٩٢٥ (وهي أيضاً نسبة عالية) . وتقول الموسوعة اليهودية العالمية إن الهبوط في النسبة المئوية لم يصاحبه هبوط في النفوذ، إذ كان اليهود، في بعض السنوات، يُديرون أهم ثلاثة بنوك تتحكم في ٦٠% من نسبة الإقراض في بعض السنوات، وكانوا يديرون نحو ثلاثة أرباع القروض الأجنبية التي مُنحت لألمانيا من عام ١٩٢٤ إلى عام ١٩٢٩. كما سيطر اليهود على ٥٧.٣٢% من صناعة المعادن في عام ١٩٣٠. وهكذا، ارتبط اليهود في العقل الألماني بالمشروع الحر والمضاربات والسياسات الليبرالية. ومن جهة أخرى، كان والتر راتناو (وزير التعمير ثم وزير الخزانة في حكومة وايمار) يهودياً، كما كان واضع دستور هذه الجمهورية (التي استمرت فترة قصيرة) يهودياً أيضاً.