وتقرر تمويل هذه المدارس عن طريق فرض ضريبة على الشموع التي يستخدمها اليهود في منازلهم يوم السبت. كذلك قررت الحكومة منح خريجي هذه المدارس الامتيازات نفسها التي ينالها خريجو المدارس الحكومية. وتضمن منهج هذه المدارس بعض المواد الدينية مثل العهد القديم وتاريخه والصلوات واللغة العبرية، علاوة على المواد غير الدينية مثل اللغة الروسية وقواعدها والحساب والجغرافيا وعلمي النبات والحيوان والخط والرسم. وكلفت الحكومة الروسية ماكس ليلينتال، وهو تربوي يهودي من دعاة التنوير من ألمانيا، بتأسيس مدرسة يهودية حديثة في ريجا عام ١٨٤٠، إلا أن محاولاته باءت بالفشل إذ قاومت الجماعات اليهودية هذه المدارس مقاومة شديدة، حتى أنها حينما فُتحت كانت شبه مهجورة ولم يلتحق بها سوى أولاد الفقراء من اليهود. وحتى عام ١٨٥٧، لم يزد عدد الطلبة اليهود المسجلين في هذه المدارس عن ٣٢٩٣.
ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، ومع تزايد معدلات التحديث، وكنتيجة للسياسة الليبرالية التي انتهجها القيصر ألكسندر الثاني والتي فتحت أبواب الحراك الاجتماعي والاقتصادي أمام أعضاء الجماعات اليهودية، تزايدت نسبة الأطفال والشباب اليهود المسجلون في المدارس الابتدائية والثانوية. ففي عام ١٨٥٣، بلغت نسبة الطلبة اليهود ١.٢٥% من العدد الكلي للطلاب، ثم زادت النسبة إلى ٣.٢% عام ١٨٦٣ حتى وصلت نسبة الطلاب اليهود المسجلين في المدارس الثانوية ١٣.٢% من المجموع الكلي للطلاب عام ١٨٧٣، وهي نسبة تتجاوز نسبتهم إلى عدد السكان. كذلك زاد عدد الطلاب اليهود المسجلين في الجامعات الروسية، ففي عام ١٨٦٥ بلغت نسبتهم ٣.٢% من العدد الكلي للطلاب، ثم زادت النسبة إلى ٨.٨% عام ١٨٨١. ومع ازدياد تسجيل الطلاب اليهود في المدارس الحكومية، أصدرت الحكومة قراراً عام ١٨٧٢ بإغلاق مدارس التاج التي أنشأتها الحكومة (إلا في الأماكن التي لا توجد فيها مدارس حكومية) .