للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما نجد أنه كلما زاد نفوذ الكنيسة الكاثوليكية في بلاد أمريكا اللاتينية، وزادت سيطرتها على المدارس، ازدهرت المدارس اليهودية وتعمقت الهوية اليهودية (اللاتينية) ، كما هو الوضع في بيرو حيث تصل نسبة التسجيل في المدارس اليهودية٩٥% من الأطفال اليهود. أما في البلاد التي تتمتع بمعدلات علمنة عالية مثل شيلي والأرجنتين والبرازيل والتي تضم غالبية يهود أمريكا اللاتينية، فالأمر مختلف تماماً حيث نجد أن نسبة التسجيل في المدارس اليهودية في الأرجنتين مثلاً تصل إلى ١٦% فقط، وفي شيلي إلى ٢٥%، وتصل إلى ٦% في مدينتي ساوباولو وريو دي جانيرو بالبرازيل، ويدل هذا على تزايد علمنة أعضاء الجماعات اليهودية في هذه البلاد وعلى تزايد اندماجهم في المجتمع.

ولعل الوضع اللغوي بين أعضاء الجماعات اليهودية يبين معدلات الاندماج بين أعضاء الجماعات اليهودية في أمريكا اللاتينية بشكل جليّ، فقد اختفت اللغة اليديشية وحلت محلها اللغة الإسبانية أو البرتغالية، كما تزايد عدم الاكتراث باللغة العبرية رغم وجود مدرسين إسرائيليين في المدارس اليهودية. ففي المكسيك مثلاً، نجد أنه بينما كان ٨٤% من الأطفال المسجلين في المدارس اليهودية عام ١٩٥٥ يتلقون تعليمهم باليديشية، انخفضت هذه النسبة إلى ١٠% عام ١٩٧٠. وفي شيلي، نجد أن ٧٥% من الأطفال اليهود في مدينة فالبارايسو تحت سن ١٨ سنة ليست لديهم أية معرفة باليديشية، وترتفع هذه النسبة إلى ٩٠% بالنسبة للأطفال الذين وُلد آباؤهم في أمريكا اللاتينية. وفي ساو باولو بالبرازيل، نجد أن ٨٥% من اليهود يعتبرون أن البرتغالية لغتهم الأولى في حين اعتبر ١٥% فقط أن اليديشية لغتهم الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>