جـ) الفترة الثالثة (٧٤٣ ـ ٦٠٩ ق. م) : عاد النفوذ الآشوري حينما قام آشور ناصر بال الثاني (٨٨٤ ـ ٧٥٩ ق. م) بثورة في التكتيك العسكري للجيش الآشوري، وبدأت الحقبة الآشورية الجديدة بأبطالها تيجلات بلاسر الثالث (٧٤٥ ـ ٧٢٧ ق. م) وشلمانصر الخامس (٧٢٦ ـ ٧٢٢ ق. م) وسرجون الثاني (٧٢٢ ـ ٧٠٥ ق. م) وسناخريب (٧٠٥ ـ ٦٨١ ق. م) وأسرحدون (٦٨٠ ـ ٦٦٩ ق. م) وآشور بانيبال (٦٦٨ ـ ٦٣٠ ق. م) .
تمكن هؤلاء الملوك من تدعيم قوتهم في الداخل، وأسسوا جيوشاً نظامية قوية نجحت في ضم الشرق الأدنى القديم بأكمله بما في ذلك بابل التي احتفظت دائماً بشيء من الاستقلال. ولم يكن الهدف في هذه الفترة جمع المغانم وإنما الهيمنة الدائمة وتأسيس إمبراطورية مكوَّنة من أقاليم ودول تابعة تساندها عمليات تهجير للشعوب المهزومة وتديرها بيروقراطية مركبة تضم عناصر غير آشورية أغلبها آرامية سادت لغتها بالتدريج. وقد شهدت هذه الفترة زيادة ملحوظة في عظمة وأبهة المدن الآشورية. وقد سيطر تيجلات بلاسر الثالث سيطرة كاملة على البابليين وتلَّقب بملك بابل، وأعاد الهيمنة على فلسطين، فوقع تحت نفوذه عمون وأدوم ومؤاب ويهودا. وأخذ مناحيم ملك المملكة الشمالية في دفع الجزية مرة أخرى.