ويعيش بمدينة القدس حالياً ٥٦٤ ألف نسمة منهم ٤١٣.٧ يهودي (أي حوالي ١٠% من سكان إسرائيل اليهود) بنسبة ٧٣.٣% و١٥٠.٦ ألف غير يهودي بنسبة ٢٦.٧% (يُلاحَظ أن تعداد القدس عام ١٩٦٧ كان حوالي ٢٦٦.٣٠٠ نسمة، فزاد عدد اليهود بنسبة ٩٩% ولم يزد عدد السكان غير اليهود عن ٢٠%) . وفي ظل التوسعات الصهيونية في المدينة فإن مساحتها أصبحت تعادل عُشر مساحة الضفة الغربية. وهذه الزيادة المشار إليها لم تأت نتيجة تكثيف تهجير اليهود أو ارتفاع معدلات الخصوبة بشكل كبير بين الجماعات اليهودية في إسرائيل، بل أتت من خلال محاولة التحكم العددي في السكان الفلسطينيين من خلال مجموعة من الآليات مثل التهجير والإخلاء والإرهاب، والتضييق عليهم في مستوى معيشتهم، ومن خلال التضييق في إصدار تراخيص البناء، كما أسلفنا.
وقد استطاعت إسرائيل في اتفاقها مع منظمة التحرير الفلسطينية (إعلان المبادئ الإسرائيلي الفلسطيني الصادر في ١٣ سبتمبر ١٩٩٣) تأجيل بحث موضوع القدس إلى ما بعد عامين من الحكم الذاتي الفلسطيني أي حتى قبل يونيه ١٩٩٦ (حيث كان المُفترض أن تبدأ المفاوضات النهائية في منتصف عام ١٩٩٦) وذلك ضمن موضوعات مهمة أخرى (اللاجئين - السيادة - المستوطنات - المياه) .