للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«بعل» كلمة فينيقية تعني «السيد» أو «المولى» أو «الزوج» أو «المالك» أو «الرب» . ورغم أن مجمع الآلهة الكنعاني كان يترأسه «إيل» ، فإن ابنه بعل إله الخصب (الذي كان يُعرَف أيضاً باسم «هدد» ) كان يلعب الدور الأساسي في المجمع، وقد أصبحت كلمة «بعل» مرادفة لكلمة «إله» بحيث أصبح هناك «بعل شامَيم» (بعل السماء) ، أي «إله السماء» ، و «بعل هارعد» ، أي «إله الرعد» . وقد أصبح «بعل شاميم» الرب السامي الأسمى في الألف الأخير قبل الميلاد، كما أصبح تجسيداً للشمس والسماء ذاتها، ولذا فهو مانح المطر والشمس والخصب والمحصولات. كما كان لكل بلد إله يبدأ اسمه بكلمة «بعل» وينتهي باسم تلك البلد أو المدينة، مثل «بعل فغور» أو «بعل جرمون» . ولم يكن البعليم (جمع بعل) ، مثل يهوه، آلهة حرب، بل كانت آلهة طبيعة مسالمة تمثل قوى الخصب والحياة وتتزاوج فيما بينها، فهي تنقسم إلى ذكور وإناث، وكانت زوجة بعل تُسمَّى «بعلة» أو «عشتارت» أو «عشيراه» أو «عنات» . وكان الكنعانيون يختارون الأماكن المرتفعة، كالجبال والتلال، فيبنون عليها أبنية تصبح مذابح يخصصونها للإله. ومنذ دخولهم إلى فلسطين، أخذ العبرانيون عن الكنعانيين الكثير بما في ذلك الزراعة وعبادة بعل. وكانوا يعبدون يهوه وبعلاً جنباً إلى جنب. وقد سمَّى شاؤول أحد أبنائه يوناثان (أي: يهوه أعطى) ، وسمَّى الآخر إيشبعل (أي: رجل بعل) .كما أنهم عبدوا يهوه من خلال طقوس الخصوبة المرتبطة بعبادة بعل. وكان عامتهم يرون أن يهوه هو الإله القومي (إله التاريخ) ،وأن بعلاً هو مانح الخصوبة (إله الطبيعة) ، ولذا كانوا يلجأون إلى يهوه في المناسبات القومية وفي لحظات الأزمة ويلجأون إلى بعل في حياتهم اليومية.

<<  <  ج: ص:  >  >>