ويشكل هدم الهيكل صورة أساسية في الوجدان الديني اليهودي، فهو يُذكَر عند الميلاد والموت. وعند الزواج، يُحطَّم أمام العروسين كوب فارغ لتذكيرهم بهدم الهيكل (وقد يُنثَر بعض الرماد على جبهة العريس) . وفي الماضي، حينما كان اليهودي يطلي منزله، كان الحاخامات يوصونه بأن يترك مربعاً صغيراً دون طلاء حتى يتذكر واقعة هدم الهيكل. وفي كل عام، يُحتفَل بذكرى هدم الهيكل بالصيام في التاسع من آب. وعند كل وجبة، ومع كل صلاة في الصباح، يتذكر اليهود الأتقياء الهيكل، ويصلون من أجل أن تتاح لهم فرصة العودة إلى الأرض المقدَّسة والاشتراك في بناء الهيكل. كما تُتلَى صلاة خاصة في منتصف الليل حتى يُعجِّل الإله بإعادة بناء الهيكل. ويذهب الشرع اليهودي إلى أن اليهودي يتعيَّن علىه أن يمزِّق ثيابه حينما يرى الهيكل لأول مرة وبعد مرور ثلاثين يوماً من آخر مرة رآه فيها. وفي القبَّالاه، يشكّل قدس الأقداس المخدع الذي يضاجع فيه الملك، أي الإله، عروسه ماترونيت أو الشخيناه (وهي التعبير الأنثوي عن الإله، وهي أيضاً جماعة يسرائيل) . ومن ثم، فإن هدم الهيكل يعني نفي الشخيناه، أي جماعة يسرائيل. ولكن هذا النفي ينعكس على الإله نفسه «فالملك بدونها ليس بملك وليس بعظيم ولا يُسبِّح أحد بحمده» على حد قول الحاخامات، أي أن هدم الهيكل يؤدي إلى شتات الشخيناه/الشعب وإلى نفيها. ومن ثم، فإن هدم الهيكل يؤدي إلى شتات الإله وبعثرته ونفيه. وهذا ممكن داخل إطار حلولي حيث يصبح الإله متوحداً تماماً مع مخلوقاته لا يفصل بينهما فاصل، وحيث يعني نفي الواحد نفي الآخر.