«هيكل هيرود» هو الهيكل الذي بناه الملك هيرود (٢٧ ق. م ـ ٤م) الذي عيَّنه الرومان ملكاً، أي حاكماً رومانياً يحمل لقب «ملك» ويشار إلى هذا الهيكل بأنه «الهيكل الثاني» . وفي بعض الأحيان يُستخدَم هذا المصطلح الأخير للإشارة إلى الهيكل الذي أسَّسه زروبابل، وبذا يكون هيكل هيرود الهيكل الثالث (وإن كان هذا المصطلح الأخير يشير عادةً إلى الهيكل الذي سيُشيَّد في آخر الأيام مع بداية العصر المشيحاني) . وحينما اعتلى هيرود العرش، وجد هيكل زروبابل متواضعاً للغاية، فقرر بناء هيكل آخر لإرضاء اليهود، ولكنه قرر أن يبني في الوقت نفسه معبداً لآلهة مدينة روما حتى ينال رضا الإمبراطور أوغسطس ويثبت ولاءه له. ويبدو أن هذا المعبد الروماني الوثني كان لا يختلف كثيراً في بنيته المعمارية عن الهيكل اليهودي. وقد بدأ هيرود في بناء الهيكل عام ٢٠ ـ ١٩ ق. م، فهدم الهيكل القديم واستمر العمل في البناء وقتاً طويلاً، فمات دون إتمامه، واستمر البناء حتى عهد أجريبا الثاني (٦٤م) ، بل كانت لا تزال هناك حاجة إلى اللمسات الأخيرة حينما هدمه تيتوس عام ٧٠م. ولما كانت أهداف الهيكل دنيوية إلى حدٍّ كبير (أي لزيادة هيبة الدولة) ، فإننا نجد أن التركيز كان على رموز الدولة، ولذلك فقد بُني الهيكل على الطراز اليوناني الروماني السائد. وقد وسَّع هيرود نطاق الهيكل ليضم مساحة واسعة، فبنى سلسلة من الحوائط مكوَّنة من صفين من الأعمدة طولهما ٥٠٥٠ قدماً، تضم منطقة مساحتها ٩١٥×١٥٢٠×١٥٩٥×١٠٢٥ قدماً. ويمكن الوصول إلى الهيكل من خلال عدة بوابات وأربعة جسور. وكان ملاصقاً للسور برج أنطونيا الذي بناه سيمون الحشموني (البيرة) . وقد قام هيرود بتوسيعه وإصلاحه وأعاد تسميته، فنسبه إلى قيصر روما مارك أنطوني، وكانت تحتله حامية رومانية. وكان السور يضم أروقة معمَّدة أكبرها الرواق الملكي الذي كان على شكل بازيليكا (مبنى روماني مستطيل في أحد طرفيه جزء ناتئ نصف دائري) كان