للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المفارقات التي لها أعمق الدلالة أن يهود البلاد العربية كانوا يُشكّلون أقلية صغيرة جداً لا أهمية لها بالنسبة ليهود العالم، وأصبحوا الآن يشكّلون أغلبية سكان إسرائيل. وأكبر المجموعات التي هاجرت هي يهود المغرب، إذ يوجد في الدولة الصهيونية ٤٨٠ ألف يهودي من المغرب أو من أصل مغربي و١٢٥ ألف يهودي من تونس والجزائر و٧٨ ألفاً من ليبيا، أي أن هناك ٦٨٢ ألف يهودي من المغرب العربي، وهم يشكلون ٢٠% من يهود المستوطَن الصهيوني. ومن أهم الشخصيات اليهودية من أصل مغربي في المؤسسة الحاكمة أهرون أبو حصيرة الوزير السابق ورئيس حزب تامي، والحاخام عوفيديا يوسف، وديفيد ليفي أحد أقطاب حزب الليكود. أما اليهود من أصل عراقي فإن عددهم يبلغ ١٢٩.٤٩٩، ومن أشهرهم شلومو هليل. ويوجد ٢٤٥ ألف يهودي يمني أو من أصل يمني: (٤٩.٥٠٠ من مواليد اليمن و١٦١.١٠٠ ولدوا لآباء يمنيين و٣٥ ألفاً كانوا في فلسطين عام ١٩٤٨) . ويهود اليمن هم الوحيدون الذين كانت تُوجَد منهم أعداد كبيرة نسبياً في المستوطَن الصهيوني قبل عام ١٩٤٨، فلقد أراد المستوطنون الصهاينة أن يحلوا معضلة العمل العبري باستخدام يهود في الاقتصاد الصهيوني الاستيطاني، ولكنهم لم يجدوا العمالة الكافية بين يهود أوربا، فاستوردوا يهود اليمن. ويُوجَد إلى جانب ذلك بضعة آلاف من سوريا، وانضم إليهم ١٣٠ ألف يهودي من إيران و١٠٠ ألف يهودي كردي.

وقد سمحت المغرب، كما سمح العراق، لليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل بالعودة، فعادت أعداد لا يُعتَد بها إحصائياً رغم دلالتها. وتكمن أهمية القرّار في أنه ضربة في الصميم لأسطورة الشرعية الصهيونية التي تطرح فكرة اليهودي الخالص الذي لا ينتمي إلا لوطنه اليهودي، إذ أنَّ القرّار العربي يؤكد عروبة هؤلاء اليهود وانتماءهم وانتماء كل أعضاء الأقليات العربية إلى وطنهم العربي.

الجماعات اليهودية في العالم العربي: الانقسامات الدينية والعرْقية

<<  <  ج: ص:  >  >>