شيء. ومعظم يهود فرنسا، نحو ٣٥٠ ألفاً، تمت علمنتهم ودمجهم إلى درجة أصبح من الصعب معها تمييزهم عن غير اليهود بأي شيء. أما الباقون (٢٠٠ ألف) ، فمنهم ٢٥ ألفاً فقط هم الذين ينفذون الشعائر بطريقة مستمرة و١٠٠ ألف يأكلون الطعام المباح شرعاً، و٧٥ ألفاً يكتفون بالاحتفال بعيد يوم الغفران ويحرمون أكل الخنزير أحياناً. وكثير ممن يقيمون بعض الشعائر يفعلون ذلك باعتباره تعبيراً عن الانتماء الإثني لا الديني. ويُلاحَظ أن أكثر معدلات العلمنة تُوجَد بين المهنيين، وتُوجَد أكثر العناصر تديناً بين يهود شمال أفريقيا، ولكن يُلاحَظ أن تَديُّن هؤلاء ليس تعبيراً عن إيمان ديني بمقدار ما هو تعبير عن انتماء إثني تصاعدت حدته بعد الهجرة كما يحدث عادة بين المهاجرين. كما أن الانتماء الديني ليس مهماً إلى هذه الدرجة في المجتمع الفرنسي، وشبه ماكسيم رودونسون ذلك بالانتماء إلى ناد للعب الشطرنج وهو انتماء لا يحدِّد سلوك الفرد. وقد أعلن ٢٥% من يهود فرنسا في الوقت الحاضر أنهم أعضاء في هذه الجماعة الدينية اليهودية أو تلك، مقابل ٥٠% في الولايات المتحدة. ولكن إعلان شخص عن انتمائه إلى جماعة دينية، لا يعني بالضرورة أنه متدين. وكما أسلفنا فأغلبية يهود فرنسا الساحقة لا تمارس أية شعائر دينية. وقد اكتسبت المجامع الكنسية نبرة إثنية برغم أرثوذكسيتها. وفي باريس، حيث يعيش نحو نصف يهود فرنسا، لا يوجد سوى تسعة آلاف عضو في المجمع الكنسي. ويُلاحَظ أن الجيل الجديد من الشباب اليهودي في أوربا يبتعد عن التقاليد والمؤسسات الدينية بل وغير الدينية اليهودية، وينخرط بأعداد متزايدة في صفوف اليسار، فالانتماء الإثني نفسه آخذ في التآكل.