وعند تقسيم بولندا للمرة الأولى عام ١٧٧٢، ضمت النمسا جاليشيا الشرقية والمنطقة الواقعة في الغرب بين نهري السان والفيستولا. وفي عام ١٧٩٥، تم ضم مناطق أخرى واقعة غرب وشرق نهر الفيستولا إلى النمسا. وفي الفترة التي بين عامي ١٧٨٦ و١٨٤٩، قامت النمسا بإدارة منطقة بوكوفينا (التي ضمتها من الدولة العثمانية) باعتبارها جزءاً من جاليشيا.
وبعد التعديلات التي أقرَّها مؤتمر فيينا عام ١٨١٥، أصبحت ممتلكات النمسا في بولندا تُعرَف باسم «مملكة جاليشيا ولودوميريا» . وفي عام ١٨٤٦، تم ضم جمهورية كراكوف إلى المملكة.
ثم ألغت النمسا، خلال العامين ١٨٤٨ ـ ١٨٤٩ نظام الأقنان في جاليشيا، ثم أعطت لهذه المنطقة (بعد عام ١٨٦٧) قدراً أكبر من الإدارة الذاتية فأصبحت وحدة إدارية مستقلة. ومع أواخر القرن التاسع عشر، بدأت تنمو حركة قومية بين السكان الأوكرانيين الذين كانوا يشكلون أغلبية سكان جاليشيا الشرقية حيث تزايد رفضهم لسيطرة الأقلية البولندية عليهم.
وتبلغ مساحة جاليشيا ٧٧ ألف كيلو متر مربع، وتعدادها نحو ٣.٥٠٠.٠٠٠ نسمة. وحينما احتلت القوات النمساوية جاليشيا عام ١٧٧٢، كانت المنطقة تضم بين ١٥٠ ألفاً و٢٢٠ ألف يهودي يعيش ثُلثهم في القرى. وكان اليهود والألمان يكوِّنون العنصر التجاري والحرفي الأساسي في المدن.
وقد بدأت النمسا بتطبيق قوانين تهدف إلى محاولة انقاص عدد أعضاء الجماعات اليهودية من خلال الطرد، والحد من الزيجات، وتقليص نشاطهم الاقتصادي. كما حُدِّدت حرية اليهود في السكنى والإقامة والانتقال، وزيدت الضرائب الخاصة على اليهود (مثل ضريبة الطعام الشرعي وشموع السبت) .