ومن العوامل الأخرى التي ساهمت في زيادة عدد اليهود في رومانيا أضعافاً مضاعفة، تقسيم بولندا والأحوال المتردية فيها. وقد أدَّى ذلك الوضع إلى تسلُّل الآلاف من يهود اليديشية منها، وخصوصاً أن حدود رومانيا كانت مفتوحة تماماً. وقد بلغ عدد أعضاء الجماعات اليهودية في رومانيا عام ١٨٠٣ نحو ١٢ ألفاً، زاد إلى ١٨ ألفاً عام ١٨٣٨، وإلى ١١٩ ألفاً عام ١٨٥٨، ثم إلى ٢٦٦.٦٥٢عام ١٨٨٠ (أي ٤.٤٨% من السكان) . وكان مرجع هذا تدفُّق الفائض البشري اليهودي. كما أن ٢٠٠ ألف يهودي كانوا يعيشون في مولدافيا التي كان اليهود يشكلون فيها ما بين ٣٣% و٤٤% من سكان المدن. وفي بعض المدن، كان عدد اليهود يصل إلى ٥٥% بل إلى ٦٠%. وكان الرومانيون يسمون هذه الهجرة «الغزو اليهودي» . وهذه الهجرة التسللية هي التي أدَّت إلى ظهور ما يُسمَّى «المتشردون اليهود» أو «المتسولون» ، وهم جماعات من اليهود كانت تهيم على وجهها من مدينة إلى أخرى (دون وظيفة محددة) تبحث عن أية وسيلة للبقاء.