ثم شهدت هذه الفترة (بعد عام ١٩١٨) تحوُّل الجماعة اليهودية في الولايات المتحدة إلى أهم تجمُّع يهودي في العالم على الإطلاق وثاني أكبر تجمُّع، بعد التجمُّع اليهودي في شرق أوربا. وقد زاد عدد اليهود من ٢٨٠ ألفاً من مجموع سكان تعداده ٥٠.١٥٥.٠٠٠ عام ١٨٨٠ إلى ٤.٥٠٠.٠٠٠ من مجموع سكان تعداده ١١٥.٠٠٠.٠٠٠عام ١٩٢٥. وبلغ عدد المهاجرين ٢.٣٧٨.٠٠٠ بين عامي ١٨٨٠ و١٩٢٥، وكانت أعوام الذروة هي أعوام ١٩٠٤ ـ ١٩٠٨ حينما وصل ٦٤٢ ألف يهودي معظمهم من شرق أوربا. وقد أثبتت الولايات المتحدة أنها أكثر جاذبية من فلسطين بالنسبة لليهود. ولذا، فهي بحق البلد الذهبي (باليديشية: جولدن مدينا) الذي يهرول إليه المهاجرون بدلاً من إرتس يسرائيل وأرض الميعاد.
وكانت نسبة العائدين إلى أوربا من أعضاء الجماعة هي النسبة الأقل بين مجموعات المهاجرين، باستثناء الأيرلنديين. ففي عام ١٨٨٠، بلغت النسبة ٢٥%، وانخفضت إلى ٨% عام ١٩٠٨، ثم وصلت إلى الصفر تقريباً عام ١٩١٩. وكان عمر المهاجرين بين ١٥ و٤٠ سنة، أي أن معظمهم كان قادراً على العمل والإنجاب، كما أن نسبة الرجال إلى النساء كانت متعادلة وهو ما يدل على أن المهاجرين قد هاجروا بنية الاستقرار وليس لتحقيق ثروة صغيرة يعودون بعدها إلى أوطانهم الأصلية.
وقد استقر المهاجرون في كل المدن، في معظم الولايات والمناطق، فبلغ عدد المهاجرين اليهود في ولاية نيويورك عام ١٩١٨ نحو ١.٦٠٣.٩٢٣، وفي ولاية ماساشوسيتس ١٨٩.٦٧١ نسمة، وفي ولاية نيوجرسي ١٤٩.٤٧٦نسمة، وفي ولاية بنسلفانيا ٣٢٢.٤٠٦ نسمة، وفي ولاية أوهايو ١٦٦.٣٦١نسمة، وفي ولاية كاليفورنيا ٦٣.٥٦٢ نسمة.