وقد تحوَّلت الجماعة اليهودية إلى جماعة أمريكية تماماً، المولودون فيها أكثر من المهاجرين إليها، وأصبحوا أساساً أعضاء في الطبقة الوسطى الأمريكية التي تسكن الضواحي، وذابت كل علامات التميز الحضاري. ويرى علماء الاجتماع أن ثمة تقسيماً ثلاثياً يحكم المجتمع الأمريكي وهو أنه مجتمع تحكمه ديانات ثلاث، هي: البروتستانتية والكاثوليكية واليهودية، وهو ما يعني عمق قبول اليهودية.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، استمرت الحكومة في رفض السماح لأيٍّ من المهاجرين الجدد بدخول الولايات المتحدة. ومع هذا، صدر تشريع يسمح لبعض المُرحَّلين اليهود بالاستقرار. ودخل بالفعل ثلاثة وستون ألف يهودي، وكانت مجموعة غير متجانسة صغيرة العدد. ولذا، فإنها لم تُغيِّر الطابع العام الذي اتسمت به الجماعة اليهودية التي كانت قد تحدَّدت سماتها الأساسية واستقرت. وكان مجموع المهاجرين في الفترة من ١٩٤٤ حتى ١٩٥٩ لا يزيد على ١٩١.٦٩٣ إلى أن تم إلغاء القوانين التي تحد من الهجرة عام ١٩٦٥. وبلغ عدد المهاجرين في الفترة من ١٩٦٠ إلى ١٩٦٨ نحو ٧٣ ألف مهاجر يهودي، معظمهم جاء من إسرائيل بعد عام ١٩٥٧، ومن الشرق الأوسط وكوبا، وإن كان الجميع ينتمون لأصل أوربي.
ارتفع عدد أعضاء الجماعة اليهودية إلى ٥.٢٠٠.٠٠٠ عام ١٩٥٧، ووصل إلى ٦.٠٠٠.٠٠٠ عام ١٩٧٠، وهذا يعني أن عدد أعضاء الجماعة اليهودية كان آخذاً في التناقص بالنسبة لعدد السكان، وأن زيادتهم الطبيعية في الفترة من ١٩٤٥ حتى عام ١٩٦٩، أي خلال نحو خمسة وعشرين عاماً، لم تزد عن نحو ٧٠٠ ألف (وذلك بطرح عدد المهاجرين) . وتسبب هذه الاتجاهات السكانية، التي أصبحت اتجاهات ثابتة، كثيراً من القلق في الأوساط اليهودية، وخصوصاً إذا تمت رؤيتها في سياق معدلات الاندماج المتزايدة والزواج المُختلَط.