للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما أن جاذبية الولايات المتحدة بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية في العالم متعددة الجوانب، فهي على حد قول أحد الكُتَّاب «المنفى الذهبي» وهي الجولدن مدينا (البلد الذهبي) حيث الشوارع من فضة والأرصفة من ذهب. فهناك الجانب المادي، حيث هي أرض اللبن والعسل الحقيقية والهامبورجر، ويجد فيها اليهودي فرصاً اقتصادية لا حد لها، وهي بلد يحقق فيه الفرد مستوى معيشياً واستهلاكياً مرتفعاً يعد من أعلى المعدلات في العالم. وهي بلد آمن لا يجرؤ أحد على مهاجمته فيه. وهي، في نهاية الأمر، البلد الذي منح أعضاء الجماعة اليهودية حقوقهم السياسية والمدنية والدينية الكاملة. وقد قال سالو بارون إن الولايات المتحدة أول تجربة يهودية حقيقية بعد الانعتاق. كما أن صورة الولايات المتحدة الجذابة تناقض بشكل مذهل صورة الدولة الصهيونية الكالحة، فهي دولة لا تتمتع بالأمن. ويرى يهود الولايات المتحدة، بخلفيتهم الشرق أوربية، أن إسرائيل محاصرة ومهدَّدة، تماماً مثل مدنهم في السابق، في منطقة الاستيطان. وهي دولة تدعي أنها يهودية، ولكنها في الحقيقة بغير هوية واضحة، فلا هي دولة دينية ولا هي علمانية، وهي تعتمد في بقائها على الولايات المتحدة. ومع ضعف العقيدة الصهيونية داخل إسرائيل وخارجها، يضطر الصهاينة إلى أن يُسقطوا الخطاب الديني ويهيبوا باليهود للهجرة لأسباب مادية محضة مثل التمتع بمستوى معيشي مرتفع، الأمر الذي سيزيد ولا شك من جاذبية الولايات المتحدة التي تحقق هذا المستوى بكل يسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>