للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المفارقات التي يجدر تسجيلها أن معظم التبرعات التي يتم جمعها تذهب إلى إسرائيل، فمن نحو ٥٠٠ مليون دولار سنوياً (في الثمانينيات) يذهب إلى إسرائيل نحو ٣٠٠ مليون دولار، أي أكثر من ٥٠%، وهو ما يترك مؤسسات الرعاية اليهودية في الولايات المتحدة دون اعتمادات كافية، الأمر الذي ازداد حدة في عصر ريجان بعد أن تقلصت ميزانيات الرفاه الاجتماعي. وعلى سبيل المثال، يوجد كثير من بيوت العجزة اليهود المهددة بالغلق لعدم وجود الميزانيات الكافية، كما أن مصاريف مدارس الأحد العبرية آخذة في الازدياد بحيث أصبحت باهظة التكاليف على أولياء الأمور، ولم يتمكن معهد البحوث اليديشية (ييفو) من الاستمرار في بحوثه إلا بدعم من الحكومة الأمريكية. ويُلاحَظ كذلك أن كثيراً من مراكز الدراسات اليهودية في الجامعات آخذة في التقلص للسبب نفسه، وإن كان لا يمكن استبعاد أن معدلات الاندماج المتزايد من الأسباب الأساسية. وتتجلى هذه الظاهرة، أي تزايد معدلات الاندماج، في اختفاء التعليم اليديشي تماماً، وكذلك مختلف النشرات اليديشية، ما عدا جريدة يومية تعيش على المعونات. ولوحظ مؤخراً انصراف يهود أمريكا عن المساهمة في النداء اليهودي الموحَّد. فقد لوحظ أن ١% من كبار المتبرعين يدفعون ٢٥% من جملة التبرعات وأن ١٠% من المتبرعين يدفعون ٨٠% منها، أي أن صغار المساهمين من الجماهير اليهودية لم يعودوا تقريباً يتبرعون للدولة الصهيونية. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>