«التفسيرات الرقمية» هي الترجمة العربية لكلمة «جماتريا» ، وهي كلمة مأخوذة من اللفظ اليوناني «جيومتري» ومعناه «هندسة» . ومنهج الجماتريا هو منهج في شرح كلمات من العهدين القديم والجديد، ويستند إلى تحليل القيمة العددية لحروف الكلمات العبرية التي يعتبرها المفسرون القبَّاليون وغيرهم مقدَّسة. وقد ظهر هذا المنهج بين معلمي المشناه (التنائيم) في القرن الثاني الميلادي، وورد في التلمود مائة وخمسون حالة استخدام للجماتريا، ثم ساد هذا المنهج بين المفسرين بسيادة الفكر القبَّالي وطموحه الأساسي للوصول إلى العرفان أو الغنوص أو الصيغة الهندسية التي تؤدي إلى التحكم في العالم. وتُفسِّر العبارة التي وردت في سفر التكوين (١٤ /١٤)«٣١٨ عضواً في بيت إبراهيم» بأنها تعني «خادم إبراهيم» ، لأن القيمة العددية لاسم هذا الخادم هي ٣١٨. وكلمة «ريدو» ، وهي بمعنى «اهبطوا» الواردة في سفر التكوين (٤٠/٢) وتُفسَّر بأنها تشير إلى عدد السنوات التي قضاها شعب يسرائيل في مصر وقيمتها ٢١٠ سنوات (فالراء = ٢٠٠، والدال = ٤، والواو = ٦) . وقد استخدم القبَّاليون الجماتريا لتحديد تاريخ قدوم الماشيَّح. ويتميَّز منهج الجماتريا بأن المفسِّر الذي يستخدمه يمكنه أن يستخلص من خلاله أي معنى من أي نص. فالعهد القديم مليء بالكلمات التي يَسهُل اختيار المناسب منها لتتلاءم مع الرقم الذي يريده واضع الحساب. وكان هرتزل يكتب خطاباته أحياناً بطريقة لا يمكن فهمها إلا باستخدام منهج الجماتريا في التفسير.