المرحلة الثالثة: وتمتد من قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨ وحتى اندلاع حرب عام ١٩٦٧. واتسمت هذه الفترة بتنامي نشاط المنظمات الصهيونية في تهجير يهود البلدان العربية إلى فلسطين واتجاهها إلى انتهاج أساليب عنيفة لتحقيق المخطط الصهيوني استهدفت في كثير من الأحيان يهود البلدان العربية أنفسهم للإيعاز بأنهم ليس بمقدورهم العيش في المحيط العربي. ومن هذه الأساليب، مثلاً، إلقاء قنبلة على مقهى دار البدع في بغداد والذي كان ملتقى كثير من اليهود، وذلك عشية عيد الفصح عام ١٩٥٠، وتفجير قنبلة في المركز الثقافي الأمريكي في العراق بعد فترة وجيزة. وحتى لا نخلق انطباعاً خاطئاً بأن معظم أعضاء الجماعات اليهودية في العالم العربي كانوا منخرطين في سلك النشاط الصهيوني، لابد أن نشير إلى وجود حركات يهودية معادية للصهيونية بين الجمهور من أعضاء الطبقات الثرية المرتبطين بمصر اقتصادياً وثقافياً، كما أن كثيراً من اليهود من أعضاء الطبقات الأقل ثراءً كانوا متشبعين بالثقافة المصرية والعربية والإسلامية ولم تكن الصهيونية تعنيهم من قريب أو بعيد (ويمكن أن يعود القارئ إلى الباب المعنون «العالم العربي منذ القرن التاسع عشر» )