وقد وصل حجم رعاية روتشيلد ودعمه للمستوطنات إلى الحد الذي أكسبه لقب «أبو اليشوف» أي أبو المُستوطَن الصهيوني. وحينما اختلف المستوطنون الصهاينة، حذَّرهم ليو بنسكر، أحد زعماء ومفكري حركة أحباء صهيون، قائلاً "إن مفاتيح المُستوطَن الصهيوني توجد في باريس". وكان روتشيلد يحكم المستوطنات من خلال جهاز بيروقراطي يشغله موظفون فرنسيون من اليهود وغير اليهود يراقب عمليات إنفاق أموال روتشيلد واستثمارها ويقدم الخبرات للمستوطنين في المجال الزراعي. وقد كانت هذه الرعاية البيروقراطية للمستوطنات مصدر مشاكل كثيرة ومثاراً للانتقادات الحادة نظراً لما كانت تثيره من خلافات بين المستوطنين من ناحية والموظفين الفرنسيين من ناحية أخرى. وقد دفع ذلك زعماء أحباء صهيون وزعماء المستوطنات إلى مطالبة روتشيلد بإنهاء هذا النظام عام ١٩٠١. وكان روتشيلد قد حوَّل إدارة مشاريعه في فلسطين عام ١٨٩٩ إلى جمعية الاستيطان اليهودي وقدَّم لها منحة قدرها ٤٠٠٠.٠٠٠ فرنك من أجل أن تموِّل نفسها ذاتياً. وفي عام ١٩٢٤، أسس جمعية الاستيطان اليهودي في فلسطين والتي ترأسها ابنه جيمس أرماند (١٨٧٨ ـ ١٩٥٧) . وقد أسَّس روتشيلد من خلال هذه الهيئة أكثر من ٣٠ مستوطنة في جميع أنحاء فلسطين، ووصل حجم إنفاقه على هذه المشاريع بعد عام ١٩٠٠ نحو ٧.٠٠٠.٠٠٠فرنك ذهبي.