وقد بدأت كوزمت عام ١٩٢٤ في إقامة قرى يهودية جديدة في أوكرانيا، وتم توزيع الأراضي الجديدة بما يعمل على ربط ودمج المستوطنات الزراعية اليهودية التي كانت قد دُمرت خلال الحرب الأهلية، وبالتالي يعمل على خَلْق منطقة استيطانية يهودية متكاملة (وبالفعل، كان ثمة ثلاث مناطق قومية يهودية في أوكرانيا مع نهايات العشرينيات) . وفي عام ١٩٣٦، كانت المزارع التعاونية اليهودية تحتل مساحة ١٧٥ ألف هكتار في أوكرانيا.
وفي منتصف العشرينيات، دعت كوزمت إلى ضرورة إقامة استيطان زراعي يهودي واسع النطاق باعتباره الحل الوحيد للمشكلة اليهودية في الاتحاد السوفيتي والبديل الوحيد للصهيونية. وبالفعل، تم تحديد منطقة غير مأهولة شمال غربي القرم لهذا الغرض، كما تم تخصيص مساحة ٣٤٢ ألف هكتار لتوطين أعضاء الجماعات اليهودية، وفي عام ١٩٣٠، تم تخصيص ٢٤٠ ألف هكتار للمنطقة القومية اليهودية في القرم.
وفي عام ١٩٢٧، تم تقديم خطة للاستيطان اليهودي واسع النطاق في منطقة آمور التي كانت تتمتع بأهمية إستراتيجية لدى الحكومة السوفيتية نظراً لقربها من الحدود مع كل من الصين واليابان. وبالتالي، كانت مسألة استيطان هذه المنطقة وزيادة الكثافة السكانية بها ذات أهمية كبرى للدولة. وبالفعل، أرسلت كوزمت بعثة علمية في العام نفسه إلى إقليم بيروبيجان لتَقصِّي إمكانيات المنطقة للاستيطان الواسع النطاق. وبرغم أن التقرير لم يكن مشجعاً، وبرغم اعتراض بعض قادة اليفسكتسيا (القسم اليهودي للحزب الشيوعي) ، قررت رئاسة اللجنة التنفيذية عام ١٩٢٨ تكليف كوزمت بمسئولية توطين إقليم بيروبيجان، على أن تُمنَح المنطقة صفة دائرة قومية يهودية في حالة نجاح التجربة. ومنذ تلك اللحظة، أصبح الجزء الأكبر من نشاط كوزمت مرتبطاً بمشروع بيروبيجان.