نشاطنا ... لشراء مساحات كبيرة من الأرض، من حكومة تركيا، لتوطين اليهود عليها ... ومحاولة الحصول على ترخيص، لتأسيس جمعية لاستيطان أرض إسرائيل وسوريا". وطالب ليلينبلوم بتصفية الوجود اليهودي في العالم. واصطدم ليلينبلوم كذلك بآحاد هعام واتهمه بأنه لا يزال يهوِّم في عالم الميتافيزيقا والمطلقات، فاليهود يودون البقاء من أجل البقاء ويؤمنون بالمنفعة ويجب أن يصبحوا نافعين ليس من أجل أي معنى محدد. وعلى هذا النحو، قام ليلينبلوم بنزع القداسة تماماً عن اليهود، وجَعَلهم مادة استيطانية نافعة.
ومع هذا، كان ليلينبلوم متنبهاً لبعض مشاكل المشروع الصهيوني واحتمال انقسامه إلى إثني ديني وإثني علماني، ولذا طالب في مقاله "دعونا من الخلط بين القضايا" أن يتنازل كل فريق بعض الشيء حتى لا تنقسم الأمة إلى قسمين. وإطاره المرجعي هنا هو الشعب العضوي (الفولك) المكتفي بذاته الذي له قوانينه الخاصة التي تتجاوز الزمان والمادة وتتجاوز الخلافات الوقتية. وعلى هذا، فهو يرى أن جميع اليهود مقدَّسون، المؤمنون منهم وغير المؤمنين، وإثنيتهم مصدر قداستهم وقال أيضاً: "فليتصرف كل فرد في أموره الشخصية حسبما يحلو له. أما وحدتنا الوطنية فيجب ألا تضعف ... إن هويتنا القومية هي أعز ما نملك ... وسنحميها بذاك الإخلاص الذي دافع به أجدادنا عن إيماننا"، أي أن الهوية الإثنية أصبحت في منزلة الدين وأصبحت مركز الحلول والكمون والمطلقية.
كما أدرك ليلينبلوم انقسام الصهيونية إلى صهيونية استيطانية وأخرى توطينية، فالأغنياء المندمجون لن يرحلوا، ولذا فقد حدد لهم دورهم التوطيني "فليشتر كل منهم قطعة أرض في أرض إسرائيل" تُعطَى لأحد المستوطنين ولا داعي لأن يهاجروا هم، أما الفقراء "فهؤلاء هم [المادة الاستيطانية الحقة] الذين سيهاجرون حيث سيحققون حراكاً اجتماعياً".