للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أن هذه المستوطنات لم تلبث أن تعرضت لخسائر فادحة ولجأت إلى الاعتماد على الدعم الخارجي، وبخاصة البارون روتشيلد. وقد مكَّن هذا الدعم المستوطنات القديمة من الاستمرار، كما مكَّن من إقامة ثلاث مستوطنات أخرى عام ١٨٩٠ (رحوبوت، ومشمارهياردن، والخضيرة) . ولكن مع إقامة تنظيمات صهيونية توطينية ابتداءً من عام ١٨٩١، انتهى دور البارون روتشيلد وانتقلت مسئولية رعاية المستوطنات إلى الجمعية الاستعمارية اليهودية (بيكا) التي عملت في البداية على تزويد المستوطنات القائمة بالقروض المالية، وإقامة المزارع التدريبية للعمال الزراعيين، وذلك بعد أن نقلت هذه المسئوليات من رجال البارون روتشيلد. وحتى سنة ١٨٩٨، كان قد تم تأسيس ٢٢ مستوطنة يهودية (بلغت مجموع مساحاتها نحو ٢٠٠ ألف دونم) وبلغ مجموع سكانها (آنذاك) ٤٩٠٠ نسمة تقريباً.

ومع انعقاد المؤتمر الصهيوني الثاني ١٨٩٨ وإقرار قانون المنظمة الصهيونية العالمية، أخذت هذه المنظمة على عاتقها كل الشئون المتعلقة باستيطان فلسطين ـ وبذلك انتهى ما يُسمَّى «الصهيونية العملية» أو «التسللية» . وبدأت هذه المنظمة نشاطها الفعلي عام ١٩٠١ مع تأسيس الصندوق القومي اليهودي. وأسهم تأسيس مكتب فلسطين برئاسة آرثر روبين عام ١٩٠٧ ـ ١٩٠٨ في زيادة نشاط هذه المؤسسة حيث باشرت أعمالها الفعلية عام ١٩٠٨ بتأسيس مشروعها الأول وهو مزرعة أم جوني في الجانب الغربي لنهر الأردن جنوب بحيرة طبرية، وفيما بعد شرقي النهر في المستوطنات التي أصبحت تحمل اسم «كينرت دجانيا» . ومع بداية الحرب العالمية الأولى عام ١٩١٤، كان هناك ٤٧ مستوطنة يهودية في فلسطين أُقيمت ١٤ منها بدعم من المنظمة الصهيونية بإشراف مكتب فلسطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>