للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغم هذه الجهود المبذولة من أجل دعم ونشر الاستيطان والمستوطنات في الأراضي المحتلة عبر الخطط والمشاريع الاستعمارية المختلفة، فقد واجهت الحركة الاستيطانية المعضلة الأساسية والمتمثلة في غياب المستوطنين وإحجام اليهود عن الهجرة إلى إسرائيل رغم الدعم الكبير الذي تلقته الحركة الصهيونية من خلال هجرة اليهود السوفييت، مما يشير إلى عدم الرغبة اليهودية في الإقامة في المستوطنات رغم الحوافز المادية والدعم السخي الذي تقدمه الحكومة الإسرائيلية للمستوطنين. فالمستوطن اليهودي السوفيتي أو غيره في الأراضي العربية لم يأت إلى فلسطين كي يحارب أو يناضل من أجل غاية معيَّنة، ولكنه جاء ليستمتع بحياة اقتصادية مرفهة.

وقد ذكر التقرير الذي أعدته القنصلية الأمريكية في القدس (في مايو ١٩٩٧) أن ٢٥% من المنازل في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية خالية و٥٦% في قطاع غزة و٢٨% في الجولان، ويكشف هذا التقرير عن مشاكل نقص المعلومات بل تناقُضها بشأن الاستيطان، فآخر إحصاء رسمي إسرائيلي وارد في كتاب الإحصاء السنوي لعام ١٩٩٦، والذي يورد أرقام ١٩٩٥ أشار إلى أن المستوطنات تضم ٣٣٦١٠ منزلاً منها ٤٠٦٦ منزلاً خالياً، أي بنسبة ١٢%. ففي الضفة الغربية هناك ٣١٧٦٣ منزلاً منها ٣٣١٢ منزلاً خالياً بنسبة ١٠.٤%، وفي قطاع غزة ١٨٤٧ منزل منها ٧٥٤ منزلاً خالياً، وفي الجولان ٨٨٠٠ منزل منها ٨٨٠ منزلاً فارغاً.

وذكرت حركة السلام الآن أن طواقمها الميدانية وجدت أحياء بكاملها فارغة وغير مسكونة، هذا عدا البيوت المتفرقة. بينما صرَّح رئيس شعبة الاستيطان في الوكالة اليهودية سالي مريدور أن "غالبية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لا يوجد فيها بيت واحد خال، وتلك التي توجد فيها منازل فارغة لا تصل نسبتها إلى ٥%، معظمها خالية لأسباب فنية، وليس بسبب نقص في السكان"!

<<  <  ج: ص:  >  >>