للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حينما قامت الثورة البلشفية تناقص عدد المهاجرين إلى فلسطين بحيث بلغ عددهم في الفترة من عام ١٩١٩ إلى تاريخ إعلان الدولة الصهيونية ٥٢.٣٥٠، أي أقل من ألفي مهاجر كل عام (من مجموع اليهود السوفييت الذين كان يصل عددهم إلى حوالي ٢.٥ مليون) . وظل موقف السوفييت من الهجرة لا يتغيَّر في أساسياته بعد إعلان الدولة إذ يبدو أن عدد اليهود الذين هاجروا في الفترة من ١٥ مايو ١٩٤٨ حتى نهاية ١٩٦٩ حوالي عشرة آلاف - أي أقل من خمسمائة مهاجر كل عام. وفي الفترة من ١٩٥٤ حتى ١٩٦٤، بلغ عدد المهاجرين ١٤٥٢ (بمعدل ١٤٠ كل عام) . وفي الفترة من ١٩٥٧ إلى ١٩٦٠، بلغ عدد المهاجرين ٢٢٤ (أي حوالي ٨٠ مهاجراً كل عام) . ومع هذا، لابد أن نشير إلى أن ٢٠ ألف يهودي روسي تمت إعادة توطينهم في بولندا في الفترة ١٩٥٦ - ١٩٥٩ مع علم الاتحاد السوفيتي بأنهم كانوا سيهاجرون في نهاية الأمر إلى إسرائيل. ولعل المحرك الأساسي للسياسة السوفيتية تجاه الهجرة بعد إعلان الدولة وحتى السبعينيات هو مركب من الاعتبارات العقائدية واعتبارات المواجهة مع الإمبريالية والرغبة في الوقوف ضد إسرائيل، قاعدة الاستعمار الغربي في الشرق الأوسط. كما أن الاعتبارات الداخلية لعبت دوراً ولا شك، إذ أن الاتحاد السوفيتي كان يحتاج إلى المادة البشرية اليهودية في فترة بنائه بعد الحرب. كما أنه كان يرفض التعاون مع أية اتجاهات قومية تهدد وحدته.

<<  <  ج: ص:  >  >>