وقد عاد الفلسطيني على المستويات الممكنة كافة؛ السكانية والثقافية والنضالية، وهو ليس كائناً اقتصادياً لا ملامح له وإنما هو رجل يعمل ويقاتل، وطفل يمسك بحجر، وامرأة فلسطينية نفوض "تلد الجند والشهداء والأغاني" بشكل يثير حفيظة المستعمرين.
ويبدو أن الفلسطينيين، منذ بداية الغزوة الصهيونية، يدركون، ربما بشكل فطري (غير واع) ، أنها غزوة سكانية استيطانية إحلالية، ولذا تصل معدلات الإنجاب بينهم إلى أعلى معدلات في العالم. ويبلغ عدد سكان فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ (أي داخل ما يُسمَّى «الخط الأخضر» ) نحو ٥.٣ ملايين نسمة عام ١٩٩٦ بنسبة ٨١.٤% يهود و١٨.٦% عرب. وحسب احصاء عام ١٩٩٨ بلغ العدد ٩٥٣.٤٩٧، أى حوالى مليون. ويبلغ عدد الفلسطينيين فى غزة ١.٤٠.٤٩٨، أما فى الضفة الغربية فعددهم هو ١.٥٥٦.٥٥٤ (يبلغ عدد الفلسطينيين الكلى ٧.٧٨٨.١٨٦. يوجد معظمهم فى البلاد العربية، خاصة الأردن وسوريا ولبنان. وتوجد قلة منهم فى الأمريكتين وأوربا) ، وإن كانت هذه الإحصاءات الإسرائيلية تشمل سكان القدس العربية وهضبة الجولان اللتين ضمتا إلى إسرائيل ويبلغ عدد سكانها حوالي ١٧٢ ألف نسمة تقريباً. وتشير بعض التقديرات العربية إلى أن عدد العرب يصل إلى مليون نسمة بدون سكان القدس والجولان.