فِي كُلِّ يَوْمٍ سُنَّةٌ مَدْرُوسَةٌ ... بَيْنَ الْأَنَامِ وَبِدْعَةٌ تَتَجَدَّدُ
صَدَقَ النَّبِيُّ وَلَمْ يَزَلْ مُتَسَرْبِلًا ... بِالصِّدْقِ إِذْ يَعِدُ الْجَمِيلَ وَيُوعِدُ
إِذْ قَالَ تَفْتَرِقُ الضُّلَالُ ثَلَاثَةً ... زِيدَتْ عَلَى السَبْعِينَ قَوْلًا يُسْنَدُ
وَقَضَى بِأَسْبَابِ النَّجَاةِ لِفِرْقَةٍ ... تَسْعَى بَسُنَّتِهِ إِلَيْهِ وَتَحْفِدُ
فَإِنِ ابْتَغَيْتَ إِلَى النَّجَاةِ وَسِيلَةً ... فَاقْبَلْ مَقَالَةَ نَاصِحٍ يَتَقَلَّدُ
إِيَّاكَ وَالْبِدَعَ الْمُضِلَّةَ إِنَّهَا ... تَهْدِي إِلَى نَارِ الْجَحِيمِ وَتُورِدُ
وَعَلَيْكَ بِالسُّنَنِ الْمُنِيرَةِ فَاقْفُهَا ... فَهْيَ الْمَحَجَّةُ وَالطَّرِيقُ الْأَقْصَدُ
فَالْأَكْثَرُونَ بِمُبْدِعَاتِ عُقُولِهِمْ نَبَذُوا ... الْهُدَى فَتَنَصَّرُوا وَتَهَوَّدُوا
مِنْهُمْ أُنَاسٌ فِي الضَّلَالِ تَجَمَّعُوا ... وَبِسَبِّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ تَفَرَّدُوا
قَدْ فَارَقُوا جَمْعَ الْهُدَى وَجَمَاعَةَ ... الْإِسْلَامِ وَاجْتَنَبُوا التُّقَى وَتَمَرَّدُوا
بِاللَّهِ يَا أَنْصَارَ دِينِ مُحَمَّدٍ نُوحُوا ... عَلَى الدِّينِ الْحَنِيفِ وَعَدِّدُوا
لَعِبَتْ بِدِينِكُمُ الرَّوَافِضُ جَهْرَةً ... وَتَأَلَّفُوا فِي دَحْضِهِ وَتَحَشَّدُوا
نَصَبُوا حَبَائِلَهُمْ بِكُلِّ مَكِيدَةٍ ... وَتَغَلْغَلُوا فِي الْمُعْضِلَاتِ وَشَدَّدُوا
وَرَمَوْا خِيَارَ الْخَلْقِ بِالْكَذِبِ الَّذِي ... هُمْ أَهْلُهُ لَا مَنْ رَمَوْهُ وَأَفْسَدُوا
نَقَضُوا مَرَاتِبَ هُنَّ أَشْرَفُ مَنْصِبٍ ... فِي الْفَخْرِ مِنْ أُفْقِ السَّمَاءِ وَأَمْجَدُ
الرُّتْبَةَ الصِّدِّيقِ جَفَّ لِسَانُهُمْ ... يَبْغُونَ وَهْيَ مِنَ التَّنَاوُلِ أَبْعَدُ
أَوْ مَا هُوَ السَّبَّاقُ فِي عُرْفِ الْعُلَى ... وَلَقَدْ زَكَى مِنْ قَبْلُ مِنْهُ الْمَحْتِدُ
وَلَقَدْ أَشَارَ بِذِكْرِهِ رَبُّ الْعُلَى ... فَثَنَاؤُهُ فِي الْمَكْرُمَاتِ مُشَيَّدُ