للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخل غزنة أيَّام السُّلطان محمود، وكان يُكرِمه غاية الْإِكرام.

سمعته يقول: أوَّل ما وردت على السُّلطان سألني عن آيةٍ أوَّلُها غين. فقلت: ثلاث مواضع: {غَافِرِ الذَّنْبِ} [غافر: ٣] ، واثنان مُخْتَلَفٌ فيهما، الكوفيّ يعدَّهما، والبَصْريّ لَا يعدَّهما: {غُلِبَتِ الرُّوم} [الروم: ٢] ،، {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: ٧] .

قلت: قرأ عليه جماعة منهم: أبو القاسم الهذليّ، وتوفِّي بنَيْسابور في رمضان.

وقال عبد الغافر الفارسيّ١: هو شيخ نبيل مشهور بين أكابر المتقدِّمين بنَيْسابور، المنظور إليه، المشاور في الأمور، المُبجّل في المحافل والمشاهد، قعد سنين في مسجده المشهور به لقراءة القرآن في سكة معاذ، وحضر في مجلسه الأكابر وأولاد الأئِمة وقرأوا عليه، وتبرَّكوا بالعقود بين يديه، وكان عارفًا بالقراءات ووجوهها٢.

وصنَّف كتاب "الأبصار" محتويا على أصول الرّوايات وغرائبها. وكان لهُ صيتٌ لتقدُّمه في علم القراءات، وله جاهٌ وقدر عند السّلاطين، استحضره يمين الدّولة أبو القاسم محمود بن ناصر الدِّين إلى غَزَنَة، وسمع قراءته، وأكرم مورده وردَّه إلى نيسابور.

وقد رحل إلى الكُشْمَيْهَنيّ لسماع "صحيح البخاري" فسمعه منه وحدَّث به، وكان يُحيي الليل بالقراءة والدُّعاء والبُكاء.

حتَّى قيل: أنَّهُ مُستجاب الدَّعوة، لم يُرَ بعده مثله. ثنا عَنْه أبو بكر محمد بن يحيى المُزكّيّ، ووالدي، ومسعود بن ناصر الرَّكاب، وطاهر الشّحّاميّ.

قلت: وآخر من روى عنه الفَرَاويّ٣.

٣٢٧- أبو بكر محمد بن الحسن بن عليّ الخبّازيّ المقرئ الطّبريّ:

فآخر تأخر عن هذا، ولقيه أبو الأسعد القُشَيْرِيّ.

٣٢٨- محمد بن عليّ بن إبراهيم٤:


١ في المنتخب من السياق "٤٣".
٢ زاد في المنتخب "مكثرًا في الروايات".
٣ التقييد لابن نقطة "٩٠".
٤ تاريخ بغداد "٣/ ١٠٦".