[أحداث سنة تسع وثلاثين وأربعمائة]
...
أحداث سنة أربعين وأربعمائة:
قتال أهل الكرخ وباب البصرة:
فيها هاج القتال بين أهل الكرخ وباب البصرة.
موت الملك أبي كاليجار:
ومرض الملك أبو كاليجار، وفُصِد في يومٍ ثلاث مرّات، ثمّ مات وانتهب الغلمان الخزائنَ والسّلاح، وأحرق الجواري الخِيَم، وناح الحريم.
ولاية أبي نصر المُلْك بعد أبيه:
وولي مكانه ابنه أبو نصر ولقّبوه بالملك الرّحيم. ثمّ قصد حضرة الخليفة فقبَّل الأرض وجلس على كُرْسيّ. ثمّ أُلْبِسَ سبْع خِلَع وعمامة سوداء والطّوْق والسِّوارَين، ووُضِع على رأسه التّاج المرصّع، وبرز له لواءان معقودان. وأوصاه الخليفة بالتَّقْوى والعدل. وقُرِئ صدْر تقليده. وكان يومًا مشهودًا١.
التعريف بأبي كاليجار:
وكانت مدّة سلطنة أبي كاليجار ببغداد أربع سِنين. وهو ابن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضُد الدّولة. وُلِد بالبصرة سنة تسعٍ وتسعين وثلاثمائة. واسمُهُ المَرْزُبان. وكان كثير الأموال.
سور شيراز:
وفيها دار السُّورُ على شِيراز، ودوره اثنا عشر ألف ذراع، وطول حائطه ثمانية أذرُعٍ، وعرضه ستة أذرع، وفيه أحد عشر بابًا.
منازلة عسكر مصر لقلعة حلب ورحيلهم:
وفيها نازلت عساكرُ مصر قلعة حلب، وبها مُعِزُّ الدّولة ثمال بن صالح الكِلابيّ، فجمعَ جمْعًا وبرز لحربهم، فعمل معهم مصافَّيْن على الولاء، وهابه المصريّون، فرحلوا عنه خائبين.
خطبة ابن باديس للقائم بأمر الله بالقيروان:
وفيها خطب المُعِزّ بْنُ باديس بالقيروان للقائم بأمر الله، وقطع خطبة المستنصر؛ فبعث إليه المستنصر يهدّده، فلم يلتفت إليه، فبعث لحربه عسكرًا من العرب فحاربوه، وذلك أوّل دخول عرب بني زغبة وبني رياح إلى إفريقيّة. فجَرَت لهم أمورٌ طويلة.
مسير الغُزِّ مع إبراهيم ينال إلى القسطنطينيّة للغزو:
وفيها قدِم كثيرٌ من الغُزِّ من وراء النّهر إلى إبراهيم ينال فقال لهم: يضيق عن
١ المنتظم "٨/ ١٣٦"، البداية والنهاية "١٢/ ٥٧".