في ربيع الأول انحدر فخر المُلك إلى دار الخلافة، فلما صعِد مِن الزَّبْزَب تلقّاه أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان، وقبًّل الأرض بين يديه، وفعَل الحُجاب كذلك، ودخلَ الدّار والحُجّاب بين يديهُ، وأُجلس في الرّواق، وجلس الخليفة في القُبَّة. ودُعي فخر الملك. ثمّ كثر النّاس وازدحموا، وكثر البَوسَ واللَّغَط، وعجز الحُجّابُ عَنِ الأبواب، فقال الخَليفة: يا فخر الملك، امنع من هذا الاختلاط. فرد بالدّبّوس الناسَ، ووكَل النُقباء بباب القبُة.
وقرأ ابن حاجب النُعمان عهد سلطان الدّولة بالتّقليد والألقاب. وكتب القادر بالله علامته عَليْهِ، وأُحضرت الخِلَع والتّاج والطَّوْق والسّواران واللّواءات، وتولّي عقْدهما الخليفةُ بيده، ثمّ أعطاه سيفًا وقال للخادم: اذهب قلّده بِهِ، فهو فخرٌ لَهُ ولعَقبه، يفتح بِهِ شرق الدّنيا وغَربها. وبعث ذَلِكَ إلى شِيراز مَعَ جماعة.
إبطال الحاكم للمنجّمين:
وفيها: أبطل الحاكم المنجمين من بلاده، وشددَّ في ذَلِكَ، وأعتقَ أكثر مماليكه وأحسن إليهم١.
ولاية عهد الحاكم:
وجعلَ وليّ عهده ابن عمّه عَبْد الرحيم بْن الياس، وخطب له بذلك.