للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة، أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة]

أحداث سنة خمس وستين وثلاثمائة:

تقسيم الممالك بين أولاد ركن الدولة:

فيها: كتب ركن الدولة أبو علي بن بُويْه إلى ولده عَضُد الدولة أبي شجاع أنَّه قد سنّ وأنّه يؤثر مشاهدته، فاجتمعا، فقسم ركن الدولة الممالك بين أولاده، فجعل لعضد الدولة فارس وكرمان "وأَرّجان"، ولمُؤيّد الدولة الري وأصبهان، ولفخر الدولة همذان والدّيَنَور، وجعل ولده أبا العباس في كنف عضد الدولة.

مجلس الحكم في دار عز الدولة:

وفي رجب عُمِلَ مجلس الحكم في دار السلطان عزِّ الدولة، وجلس ابن معروف؛ لأنّ عزّ الدولة التمس ذلك ليشاهد مجلس حكمه كيف هو١.

الحرب بين هفتكين وجوهر:

وفيها وفي التي تليها كانت الحرب تَسْتَعِر بين هفتكين وبين جوهر المعزّي بأعمال دمشق، وعدّة الوقائع بينهما اثنتا عشرة وقعة، منها: وقعة الشاغور٢ التي كاد يتلف فيها جوهر، ثم كان بينهما عدّة وقعات بعد ذلك.

أحداث سنة ست وستين وثلاثمائة:

زفاف بنت عز الدولة:

في جمادى الأولى زُفَّت بنت عز الدولة إلى الطائع لله.

القرامطة يسقطون الدعوة لعزالدولة:

وفيها جاء أبو بكر محمد بن علي بن شَاهَوَيْه صاحب القرامطة، ومعه ألف رجل منهم إلى الكوفة، وأقام الدعوة بها لعَضُد الدولة، وأسقط خطبة عزّ الدولة، وكان ورد عنها معونة من القرامطة لعضد الدولة.

الوقعة بين عز الدولة وعضد الدولة:

وفيها كانت وقعة بين عزّ الدولة وعضد الدولة، أُسِرَ فيها غلام تركي لعزّ الدولة، فجُنَّ عليه واشتدَّ حُزْنُه، وتسلَّى عن كل شيء إلّا عنه، وامتنع عن الأكل، وأخذ في البكاء، واحتجب عن الناس، وحرَّم على نفسه الجلوس في الدّسّت، وكتب إلى عَضُد الدولة يسأله ردَّ الغلام إليه، ويتذلّل، فصار ضحكة بين الناس، وعوتب فما ارْعَوَى، وبذل في فداء الغلام جاريتين عوديّتين، كان قد بذل في الواحدة "مائة ألف درهم"، فأبي أن يبيعها، وقال للرسول: إن توقف عيك في ردّه فزِد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فردَّه عضد الدولة عليه٣.

وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي.


١ انظر المنتظم "٧/ ٨٠".
٢ محلة بالباب الصغير من دمشق.
٣ انظر المنتظم "٧/ ٨٣"، والعبر "٨/ ٦٧٣".