للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أحداث سنة خمس وأربعين وخمسمائة]

الأخبار بما جرى عَلَى الركْب العراقي:

جاءت الأخبار بما جرى عَلَى رَكْب العراق. طمع فيهم أمير مكَّة، واستهون بقَيماز، وطمعت فيهم العرب، ووقفوا يطلبون رسومهم، فأشار بذلك قَيماز، فامتنع النّاس عَلَيْهِ، ولمّا وصلوا إلى الغرابيّ خرجت عليهم العرب، فأخذوا ما لا يُحصى، حتّى أنّه أُخذ من خاتون أخت السّلطان مسعود ما قيمته مائة ألف دينار. وذهب للتّجار أموال كثيرة. واستعْنَتَ العربُ، وتمزَّق النّاس، وهربوا مُشاةً في البرّيَّة، فمات خلقٌ جوعًا وَعَطَشًا وبَردًا، وطلى بعض النّساء أجسادهنّ بالطِّين ستْرًا للعورة. وتوصّل قَيماز في نفرٍ قليل١.

الصلح بين نور الدين ومجير الدين:

وفيها: كَانَ الصُّلْح. فإنّ نور الدّين نازل دمشق وضايقها، ثمّ اتقى اللَّه في دماء الخلْق، وخرج إِلَيْهِ مُجير الدّين أَبق صاحب البلد، ووزيره الرئيس ابن الصّوفيّ، وخلع عليهما، ورحل إلى حلب والقلوب معه لِما رَأَوْا من دينه٢.

مطر الدم باليمن:

قَالَ ابن الجوزيّ: وجاء في هذه السّنة باليمن مطر كلُّه دم، وصارت الأرض مرشوشة، وبقي أثره في ثياب النّاس٣.

دفاع الموحّدين عَنْ قرطبة:

وفيها: جهَّز عبد المؤمن بْن عليّ ثاني مرَّة جيشًا من الموحّدين في اثني عشر ألف فارس إلى قُرْطُبة، لأنّ الفرنج نازلوها في أربعين ألفًا ثلاثة أشهر، وكادوا أن يملكوها، فكشف عَنْهَا الموحّدون، ولطَف اللَّه٤.

مرض خاص بك ومعافاته:

وفيها: مرض ابن البلنكريّ، وهو خاصّ بك التُّركمانيّ أتابك جيش السّلطان مسعود. فلمّا عوفي أسقط المُكوس.

وفاة مختص الحضرة:

ثمّ مات بعد أيّام ببغداد مختصّ الحضرة مكس البلد، وكان يبالغ في أذى الخلْق ويقول: أَنَا قد فرشت حصيرًا في جهنّم٥.


١ المنتظم "١٠/ ١٤٢، ١٤٣"، والكامل في التاريخ "١١/ ١٤٨، ١٤٩"، والبداية والنهاية "١٢/ ٢٢٦".
٢ العبر "٤/ ١٢٣"، ودول الإسلام "٢/ ٦١".
٣ المنتظم "١٠/ ١٤٣"، والبداية والنهاية "١٢/ ٢٢٨"، والنجوم الزاهرة "٥/ ٢٩٨".
٤ الكامل في التاريخ "١١/ ١٥٠"، والمختصر في أخبار البشر "٣/ ٢٢".
٥ المنتظم "١٠/ ١٤٣".