فبلغ ذلك نظام المُلْك، فمدَّ سماطًا١ وأقام عليه مماليكه، وهم أُلُوف من الأتراك، كذا قال ابن الأثير، وأقام خَيْلهم وسلاحهم. فلمّا حضر السّلطان قال له: إنّني في خدمتك وخدمة أبيك وجدّك، وُلْي حقّ خدمة. وقد بَلَغَكَ أخذي لأموالك، وصَدَق القائل. أنا آخذ المال وأعطيه لهؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك. وأصرفه أيضًا في الصَّدقات والوقوف والصِّلات التي مُعظم ذِكرها وأجرها لك. وأموالي وجميع ما أملكه بين يديك، وأنا أقنع بمرقَّعة وزاوية.
فصفَا له السّلطان، وأمر أن تُسْمَل عينا أبي المحاسن، ونفَّذه إلى قلعة ساوة. فسمع أبوه كمال المُلْك الخبر. فاستجار بنظام المُلْك وحمل مائتي ألف دينار، وعُزِل عن الطُّغراء، يعني كتابة السّرَّ، ووليها مؤيَّد الملك ابن النظام.
محاصرة المهدية والقيروان:
وفيها: خرج على تميم بن المُعزّ: ملكُ بنُ علويّ أمير العرب، وحاصر المهديّة، وتعب معه تميم، ثمّ سار إلى القيروان فملكها، فجهز إليه تميم جيوشه، فحاصروه بالقيروان، فعجز وخرج منها، وعادت إلى يد تميم.
رخْص الأسعار:
وفيها: رخصت الأسعار بسائر البلاد، وعاش النّاس، ولله الحمد.
١ سماط: هو ما يمد ليوضع عليه الطعام كالمفارش في المآدب ونحوها. والجمع سُمُطٌ، وأسمطةٌ.