الحصن فتخرج الإفرنج منه، ظنًّا أنّ هَؤُلَاءِ أصحابهم، فيقتلونهم، وتملك سُقْمان الحصن فعل ذَلِكَ بعدّة حصون.
سير جَكَرْمِش إلى حران ومحاصرته الرُّها:
وأمّا جَكَرْمِش فإنّه سار إلى حَرّان وتسلّمها، وقرّر بها نائبه، وسار فحاصر الرُّها خمسة عشر يومًا وبها الإفرنج.
مفاداة القُمص بالمال والأسرى:
ثمّ ترحّل إلى المَوْصِل وفي أسره القُمْص، ففاداه بخمسة وثلاثين ألف دينار، ومائة وستّين أسيرًا من المسلمين. حكاها ابن الأثير، وقال: كَانَ عدّة القَتْلَى تُقارب اثني عشر ألف قتيل.
وفاة شمس الملوك دُقَاق صاحب دمشق:
وفيها مات صاحب دمشق شمس الملوك دُقاق بْن تتش، وأُقيم ولده بتدبير الأتابك طُغْتِكِين.
وفاة أرتاش أخي دُقاق:
وقيل: بل لمّا مات دُقَاق أحضر طُغْتِكِين أرتاش أخا دقاق من بعلبك، كان أخوه حَبَسه بقلعتها، فلمّا قدِم سَلْطَنَه طُغْتِكِين، فبقي في المُلْك ثلاثة أشهر، ثمّ هرب سرًّا لأمرٍ توهَّمه من طُغْتِكِين. فذهب إلى بَغْدَوِين الّذي ملك القدس مستنصرًا بِهِ، فلم يحصل منه عَلَى أملٍ، فتوجه إلى العراق عَلَى الرَّحْبة فهلك في طريقه.
حصن صَنْجيل ومهاجمة ابن عمّار لَهُ:
وأمّا صَنْجيل -لعنه اللَّه- فطال مُقامُه عَلَى طرابلس، حتّى أَنَّهُ بنى عَلَى ميلٍ منها حصناٍ صغيرًا، وشحنه بالرّجال والسّلاح. فخرج صاحب طرابلس ابن عمّار في ذي الحجّة، فهجم أهل الحصن وملكه، وقتل كل من فيه، وهدم بعضه، ودخل البلد