للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد سأله هُزَارسْت بْن عوض عَنْ مولده، فقال: سنة عشرٍ وأربعمائة. وقال أبو بَكْر بْن طُرْخان، والحسين بْن خَسْرُو: وسألناه عَنْ مولده فقال: سنة ثلاث عشرة. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بالكوفة.

٣٤٩- مكّيّ بن جبير بْن عَبْد اللَّه بْن مكّيّ بْن أحمد: أبو مُحَمَّد الهَمَذانيّ الشّعّار١. سمع من: شيخه أَبِي القاسم نَصْر بْن عليّ، وابن حُمَيْد، وابن أَبِي اللَّيْث، وأبي سَعْد بن الصّفّار، وأبي سَعْد بْن ممسوس وأبي طَالِب بْن الصّبّاح، وهارون بْن ماهلة، وابن مأمون، وعامّة مشايخ هَمَذَان. ورحل إلى بغداد، فسمع من أَبِي مُحَمَّد الجوهريّ، وأبي جعفر بْن المسلمة. وجمع كُتُبًا كثيرة في العلوم. قَالَ شِيرُوَيْه: كُنَّا نسمع بقراءته من مشايخ البلد ومن القادمين، وكان حسن السيرة، شديدًا في السُّنّة، متعصِّبًا لأهل الأثر، مؤمنًا، متواضعًا.

قلت: روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي: أبو الفتوح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطّائيّ، وطائفة سواهم. تُوُفّي في ثامن وعشرين جُمَادَى الآخرة.

٣٥٠- مُهَارِش بْن مجلي بْن عُكَيْث: أبو الحارث مجير الدين العقيلي٢ أمير العرب بعانة والحُدَيْثَة. كَانَ كثير الصلاة والخير والبِرّ، يتصدق كل يوم بثلاثمائة رطل خُبْز.

ولمّا خرج أرسلان البساسيريُ في سنة خمس وأربعمائة عَلَى الخليفة القائم، انحاز الخليفة، فآوى إلى مُهَارِش هذا كما تقدَّم، فكان يخدم الخليفة بنفسه تِلْكَ السّنة. ورد القائم شاكرًا لَهُ. وقد مدحه مُهَارِش بقصيدةٍ، وبعث بها إِلَيْهِ، أولها:

لولا الخليفة ذو الأفضال والمنن ... نجل الخلائف آل الفرض والسنن

ما بعث قومي وهم خير الأنام ولا ... أصبحت أعرف بغدادَ أو تعرفني

حاربتُ فيه ذوي القُرْبَى، وبعت به ... ما كنت أهواه من دارٍ ومن سكن

ما استحق سواي مثل منزلتي ... ما دام عَدْلُكَ هذا اليوم ينصفني

توفي عن سن عالية.


١ لا بأس به.
٢ وفيات الأعيان "٥/ ٢٦٩"، السير "١٩/ ٢٢٤".