الطيوري في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقد روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وشُهْدَة، وعبد الحق اليُوسُفيّ، وخطيب المَوْصِل، وأبو السّعادات. وذكره أبو عليّ بْن سُكَّرَة فقال: الشَّيْخ الصالح الثقة. كَانَ ثبتًا فهمًا، عفيفًا، متفننًا، صحب الحفاظ ودرب معهم. وسمعت أبا بكر ابن الخاضبة يَقُولُ: شيخنا أبو الحُسين ممّن يستشفى بحديثه. وقال ابن ناصر في أماليه: ثنا الثبت الصدوق أبو الحُسين. وقال السِّلَفيّ: ابن الطُّيُوريّ محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قطّ بغير الحديث، وحصّل ما لم يحصّله أحد من التفاسير، والقراءات، وعلوم القرآن، والمسانيد، والعلل، والكُتُب المصنفة، والأدبيات في الشعر. رافق الصُّوريّ، واستفاد منه، والنخشبيّ، وطاهر النَّيْسابوريّ. وكتب عَنْهُ مسعود السِّجْزيّ، والحُمَيْديّ، وجعفر بْن الحكاك، فأكثروا عَنْهُ. ثمّ طوّل السِّلَفيّ الثناء عَلَيْهِ: وذكر أبو نَصْر بْن ماكولا فقال: صديقنا أبو الحُسين بن الحمّاميّ مخففًا، سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وخلْقًا كثيرًا بعده؛ وهو من أهل الخير والعفاف والصّلاح. قَالَ ابن سُكَّرَة: ذكر لي شيخنا أبو الحُسين أنّ عنده نحو ألف جزءٍ بخطّ الدَّارَقُطْنيّ، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أنّ عنده نحو ألف جزءٍ بخطّ الدَّارَقُطْنيّ، أو أخبرت عَنْهُ بمثل ذَلِكَ. وأخبرني أنّ عنده لابن أَبِي الدّنيا أربعة وثمانين مصنفًا. وقال علي بن أحمد النهراوني: تُوُفّي في نصف ذي القعدة.
٣٦٦- المبارك بْن فاخر بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن فاخر بن محمد بن يعقوي: أبو الكرم بن الدّبّاس١، النَّحْويّ. من كبار أئمة العربية واللُّغة، لَهُ فيهما باعٌ طويل. وُلِد سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقيل: سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وهو أصح، والأوّل غلط. أخذ عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الواحد بْن برهان الأَسَديّ. وسمع الحديث من: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ. أخذ عَنْهُ: الشَّيْخ أبو مُحَمَّد سِبْط الحناط. وروى عنه: أبو المعمر النصاري، وجماعة. وله كتاب المعلّم في النَّحْو، وكتاب نحو العرف، وكتاب شرح خطبة أدب الكاتب. وكان ابن ناصر يرميه بالكذب، ويقول: كَانَ يدَّعي سماع ما لم يسمعه. وقال أبو منصور بْن خَيْرُون: كانوا يقولون: إنه كذاب. توفي في ذي القعدة.