للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي، أبو العبّاس العُقيلي، الجيّانيّ.

طلب العِلم وهو ابن ستّ عشرة سنة، وهذا يندُر في المغاربة، ورحل إلى قُرْطُبة، فسمع من: أَبِي محمد بْن عَتّاب، وأبي الأصْبَغ بْن سهل.

وسمع بإشبيلية من: أبي القاسم الهَوزَني.

وسكن غَرْناطَة، وأفتى بها، وحدَّث.

روى عَنْهُ: أبو محمد بْن عُبيد اللَّه الحَجري.

٦٦- أَحْمَد بْن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ١.

أبو الحسن بْن أَبِي موسى بْن الآبنُوسيّ، الفقيه الشّافعيّ، الوكيل.

وُلِد سنة ستٍّ وستين وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم بْن البُسري، وأبا نصر الزَّيْنبيّ، وإسماعيل بْن مَسعدة الإسماعيليّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبا الغنائم بْن أَبِي عثمان، ورزق اللَّه، وجماعة كثيرة.

وتفقّه عَلَى القاضي محمد بْن المظفَّر الشّاميّ، وعلى أَبِي الفضل الهَمَذَانيّ.

ونظر في عِلْم الكلام والاعتزال. ثم فتح اللَّه لَهُ بحسن نيّته، وصار من أهل السُّنة.

روى عَنْهُ: بنته شرف النّساء وهي آخر من حدَّث عَنْهُ، وابن السّمعانيّ، وابن عساكر، وأبو اليُمن الكِندي، وسليمان الموصليّ، وآخرون.

قال ابن السمعاني: فقيه، مُفتٍ، زاهد. يعرف المذهب والفرائض. اعتزل عن الناس، واختار الخمول، وترك الشهرة، وكان كثير الذِّكر. دخلت عليه، فرأيته على طريقة السلف من خشونة العيش، وترك التكلف.

وقال ابن الجوزي٢: صحب شيخنا أبا الحسن بن الزاغوني، فحمله على السُنّة بعد أن كَانَ مُعْتزليًّا، وكانت لَهُ اليد الحسَنة في المذهب، والخلاف، والفرائض، والحساب، والشُّروط. وكان ثقة، مصنّفًا، عَلَى سَنَن السَّلَف، وسبيل أهل السُّنة في الاعتقاد. وكان يُنابذ مَن يخالف ذَلكَ من المتكلّمين.


١ المنتظم "١٠/ ١٢٦"، والعبر "٤/ ١١٤"، وسير أعلام النبلاء "٢٠/ ١٦٢، ١٦٣".
٢ في المنتظم.