للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَكَانَ يكذب زياد ابن أبيه الأمير عَلَى المنبر، وحصبه مرة فكتب فِيهِ إِلَى مُعَاوِيَة، فسر حُجْر عَن الْكُوفَة في ثلاثة آلاف بالسلاح، ثُمَّ تورع وقعد عَن الخروج، فسيره زياد إِلَى مُعَاوِيَة، وجاء الشهود فشهدوا عند مُعَاوِيَة عَلَيْهِ، وَكَانَ معه عشرون رجلًا فَهَمَّ مُعَاوِيَة بقتلهم، فأخرجوا إلى عذراء١.

وقيل: إن رسول مُعَاوِيَة جاء إليهم لَمَّا وصلَوْا إِلَى عذراء يعرض عليهم التوبة والبراءة من عَلِيّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فأبى من ذلك عشرة، وتبرأ عشرة، فقتل أولئك، فلما انتهى القتل إِلَى حُجْر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- جعل يرعد، فقيل له: ما لك ترعد! فَقَالَ: قبر محفور، وكفن منشور، وسيف مشهور٢.

وَلَمَّا بلغ عَبْد اللَّهِ بن عمر قتلُه حُجْر قَامَ من مجلسه موليًا يبكي٣.

ولما حج مُعَاوِيَة استأذن عَلَى أم المؤْمِنِينَ عائشة فقالت لَهُ: أقتلتَ حُجْرًا! فَقَالَ: وجدت في قتله صلاح النَّاس، وخفت من فسادهم٤.

وقيل: إن مُعَاوِيَة ندم كل الندم عَلَى قتلهم، وَكَانَ قتلهم في سَنَة إحدى وخمسين.

ابن عوف، عَن نافع قَالَ: كَانَ ابن عمر في السوق، فنُعي إليه حُجْر، فأطلق حُبْوَتَهُ وَقَامَ، وقد غلبه النحيب٥.

هشام، عَن ابن سيرين قَالَ: لَمَّا أتي مُعَاوِيَة بحُجْر قَالَ: السلام عليك يَا أمير المؤْمِنِينَ، قَالَ: وأمير المؤمنين أنا! اضربوا عنقه، فصلى ركعتين، وَقَالَ لمن حضر من أَهْله، لَا تطلقوا عني حديدًا، وَلَا تغسلَوْا عني دمًا، فإني مُلاقٍ مُعَاوِيَة على الجادة٦.

١٥- حسان بن ثابت الأنصاري -سوى ت- بن المنذر بن حرام الْأَنْصَارِيّ النّجّاري، أَبُو عَبْد الرحمن٧، شاعر رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


١ السَّيْرَ "٣/ ٤٦٣"، والعذراء: اسم قرية من قرى دمشق.
٢ السير "٣/ ٤٦٦".
٣ خبر صحيح: أخرجه أحمد "٨/ ٥٥" كما في البداية والنهاية، والسير "٣/ ٤٦٦".
٤ خبر صحيح: أخرجه أحمد "٨/ ٥٥" كما في المصدر السابق، والسير "٣/ ٤٦٧".
٥ انظر رقم "٥".
٦ السير "٣/ ٤٦٦".
٧ انظر: التاريخ الكبير "٣/ ٢٩"، الاستيعاب "١/ ٣٤١"، أسد الغابة "٢/ ٥"، الإصابة "٢/ ٢٣٧".