للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ يَوْمًا بِحَدِيثِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ وَأَحَادِيثَ نَحْوِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَدَرِيَّةِ: يَا أَبَا بِسْطَامٍ أَلا تُحَدِّثُنَا نَحْنُ أَيْضًا بِشَيْءٍ، فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ" ١ الْحَدِيثَ.

وَقَالَ أَبُو قَطَنٍ: مَا رَأَيْتُ شُعْبَةَ رَكَعَ إِلا حَسِبْتُ أَنَّهُ قَدْ نَسِيَ وَلا قَعَدَ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ إِلا قُلْتُ قَدْ نَسِيَ.

وَقَالَ الْقَطَّانُ: كَانَ شُعْبَةُ مِنْ أَرَقِّ النَّاسِ يُعْطِي السَّائِلَ مَا أَمْكَنَهُ٢.

قَالَ أبو قطن: كانت ثِيَابُ شُعْبَةَ كَالتُّرَابِ وَكَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ سَخِيًّا٣.

وَقَالَ عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَوَّمْنَا حِمَارَ شُعْبَةَ وَسَرْجَهُ وَلِجَامَهُ بِبِضْعَةَ عَشْرَ دِرْهَمًا.

وَعَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي دَاوُدَ قال: كان شعبة إذا جسمه انتثر منه التراب٤.

وعن أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: كُنَّا عِنْدَ شُعْبَةَ فَجَاءَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ يَبْكِي وَقَالَ: مَاتَ حِمَارِي، وَذَهَبَتْ مِنِّي الْجُمُعَةُ، وَذَهَبَتْ حَوَائِجِي، قَالَ: بِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ قَالَ بِثَلاثَةِ دَنَانِيرَ.

قَالَ شُعْبَةُ: فَعِنْدِي ثَلاثَةُ دَنَانِيرَ وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَيْهِ٥.

وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَرْحَمَ بِمِسْكِينٍ مِنْ شُعْبَةَ٦.

وَقَالَ سُلَيْمَانُ بن أبي شيخ: نا صَالِحُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: كَانَ شُعْبَةُ مَوْلِدُهُ ومنشأه واسط وعلمه كُوفِيٌّ، وَكَانَ لَهُ أَخَوَانِ: بَشَّارٌ وَحَمَّادٌ يُعَالِجَانِ الصَّرْفَ. وَكَانَ شُعْبَةُ يَقُولُ لِأَصْحَابِ الْحَدِيثِ: وَيْلَكُمُ الْزَمُوا السُّوقَ فَإِنَّمَا أَنَا عَيَّالٌ عَلَى أَخَوَيَّ٧. قال وما


١ "حديث صحيح": أخرجه البخاري "١٣٨٥"، ومسلم "في القدر/ ٢٢" وغيرهما.
٢ سير أعلام النبلاء "٧/ ١٦٠".
٣ انظر المصدر السابق.
٤ انظر المصدر السابق.
٥ انظر المصدر السابق.
٦ وراجع سير أعلام النبلاء "٧/ ١٦٠".
٧ وفي تهذيب التهذيب "٤/ ٣٣٨" "على إخوتي".