للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٨٤- عيسى بْن عمر الثقفي١، البصري النحوي العلامة أبو عمر.

روى عَن الحسن وعون بْن عَبْد الله بْن عتبة وعبد الله بْن أَبِي إسحاق الحضرمي وعاصم الجحدري وغيرهم. وعنه الأصمعي وعلي بن نضر الجهضمي وشجاع بن أبي نصير البلخي وهارون بن موسى الأعور والعباس بن بكار الضبي وأحمد بن موسى اللؤلؤي والخليل بن أحمد العروضي وعبيد بن عقيل وغيرهم. وولاؤه لبني مخزوم. وهو أخو أبي خشينة حاجب ابن عمر، نزلوا في ثقيف فنسبوا إليهم. وكان عيسى بن عمر رأسا في العربية صاحب تقعير فِي كلامه واستعمال لغريب اللغة، وكان صديقًا لأبي عمرو بْن العلاء.

أَخَذَ القراءة عَن عَبْد اللَّه بْن أَبِي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ ورواية عَن عَبْد اللَّه بْن كثير.

أَخَذَ عَنْهُ النحو الخليل وغيره. وصنف فِي العربية كتاب "الجامع" وكتاب "الإكمال" وأشياء سواهما.

قَالَ الأصمعي: قَالَ عِيسَى بْن عُمَر لأبي عمرو: أَنَا أفصح من معد بْن عدنان، فَقَالَ لَهُ تعديت، كيف تنشد هَذَا البيت:

قد كُنَّ يُخَبِّئنَ الوجوهَ تَسَترًا

فاليومَ حين بدأن للنظار.

أو "بدين للنظار"؟ فقال: "بدأن" فَقَالَ: أخطأت، يُقَالُ: بدا يبدو إذا ظهر، وبدأ يبدأ إذا شرع وإنما قصد أَبُو عمرو تغليطه لأنه تقعّر عَلَيْهِ. والصواب "بدون" بالواو.

ويقال إن عِيسَى بْن عُمَر سقط من حِمارِه فأُغمي عَلَيْهِ فاجتمعوا حوله وقالوا هُوَ مصروع، فَقَالَ لما استفاق: مَا لكم تكأْكَأْتُم عليّ تكَأْكُؤكُمْ عَلَى ذي جِنَّةٍ إفرنقعوا عني، أي انكشفوا عني، وتكأ كأ: تجمّع. فَقَالَ واحد: هَذِهِ جنّيتّه تتكلم.

وقيل: إن ابْن هبيرة ضربه بالسياط وهو يَقُولُ: واللهِ إنْ كَانَتْ إلا ثيابًا فِي أسيفاط أخذها عشّاروك. وقيل: بل الَّذِي ضربه يوسف بن عمر الثقفي من أجل وديعة كانت عنده لخالد بْن عَبْد اللَّه القَسْري.

وقال القاضي ابْن خلكان٢: إن هَذَا روى عَنْهُ القراءة أحمد بن موسى اللؤلؤي


١ التهذيب "٨/ ٢٢٣"، وفيات الأعيان "٣/ ٤٨٦"، ونور القبس "٤٦".
٢ راجع وفيات الأعيان "٣/ ٤٨٦".