للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إقامة الموسم:

وأقام الموسم العبّاس بْن موسى المذكور.

وأحسن يزيد السيرة باليمن.

انهزام عليّ بن نهيك أمام هَرْثَمَة:

وفي شَعْبان عقد الأمين لعليّ بْن محمد بْن عيسى بْن نهيك الإمرة على نحو أربعمائة قائد، وأمرَه بالمسير إلى هَرْثَمَة. فساروا بحُلوان في رمضان، فهزمهم هَرْثَمَة وأسر أمير الجيش عليّ بْن محمد، وبعث بِهِ إلى المأمون. وزحف هَرْثَمَة فنزل النهروان.

شغب الْجُنْد عَلَى طاهر وقتالهم لَهُ:

وأقام طاهر عَلَى نهر صَرْصَرٍ، فكان لا يأتيه جيش مِن جهة الأمين إلا هزمه.

وأخذ الأمين يدسّ الجواسيس إلى قوّاد طاهر يعدهم ويمنّيهم، فشغبوا عَلَى طاهر، واستأمَن خلقٌ إلى الأمين فأسنى عطاياهم، ثمّ كرّوا إلى صَرْصَرٍ لحرب طاهر. فالتقوا ودام القتال.

تفريق الأمين الخزائن والذخائر عَلَى الناس:

ثمّ انهزم جيش بغداد، وانتهَب أصحاب طاهر أثقالهم وأموالهم. فبلغ الأمينَ الخبرُ، فأخرج خزائنه وذخائره، وفرّق الصلات، وجمَع أهل الأرباض. واعترض الناس عَلَى عينه، فكان لا يرى أحدًا وسيمًا حسن الرّواء إلا خلع عَلَيْهِ وأمّره، وغلّف لحيته بالغالية، فسُمّوا قوّاد الغالية.

وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.

مكاتبة طاهر لقوّاد الأمين واستمالتهم:

ثمّ كاتب طاهرُ قوّادَ الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون مِن ذي الحجّة. فشاور قوّاده، فقيل لَهُ: تدارك أمرهم. فبذل فيهم بالعطا وأسرف. ونزل معسكرًا بالبستان، ففتح أهل السجونِ السجونَ وخرجوا، ووثب على العامّة السواد، وساءت حال الناس وعظم الشر، وتواكل الفريقان١.


١ انظر: تاريخ خليفة "ص/ ٣١١"، وتاريخ الطبري "٨/ ٣٩١"، والكامل "٦/ ٢٥٠"، والبداية "١٠/ ٢٢٨".